مسابقة عيون الشباب على التنمية

“دليل عافية”.. محمد المختار عبد الرحمن: فلننتظر وننظر!!..

كثيرة هى الاختلالات فى سودان الراهن وعلى كافة الاصعدة ، وشكل غياب الحكومة المركزية المتكاملة نقطة الضعف التى فاقمت من الاختلالات حتى أن السودان اليوم بات هو الخرطوم وما عداها من ولايات ومدن تبقى خارج اطار الاهتمام ، والضائقة المعيشية ضربت البلاد بطولها وعرضها بتفشى الغلاء والارتفاع الجنونى للأسعار مع توفر السلع والمواد الضرورية والحركة التجارية بلا ضابط ولا رابط مما هزم فكرة وتجربة تحرير الاقتصاد لتوفير السلع ، والتأثيرات الاقتصادية انعكست بصورة واضحة فى الجوانب الاجتماعية والصحية والأمنية، فالترابط المجتمعى والعلاقات الانسانية فى أدنى مستوياتها مع بروز ظاهرة التفكك الأسرى وتفشى حالات الطلاق وهروب أولياء الأمور من مواجهة المسئوليات مما دفع بالشباب وقطاعات كبيرة من المواطنين للوقوع فى براثن المخدرات والمروجين الأمر الذى فاقم من الأوضاع لتتحول لحالة اختلال أمنى حيث تكثر حالات الجريمة وتتنوع من كسر للمحلات التجارية وتسور المنازل ليلا والقلع نهارا جهارا تحت تهديد السلاح وفى مجموعات يحمى بعضها البعض والترويج والتعاطى، وفى ظل هذه الحال ينهار الوضع الصحى بغياب العقل وسوء التغذية مع تناول الكحول والمخدرات ، والضبطيات التى تتم هنا وهناك تدل على انتشار وتوزع المأساة بكل ولايات السودان خاصة الحدودية منها التى باتت معابر للتفلت والجريمة والتهريب من والى ، من الداخل الى خارج الحدود فى مواد السلع التموينية المخصصة لانسان الداخل ، ومن الخارج الى الداخل فى شكل مشروبات كحولية وحبوب مخدرة وكريمات وأدوية مضروبة وضارة بالصحة .
تحت كل المبررات لن تجد مبررا او مسوغا يجعل السودان بلا حكومة مركزية تدير شأن البلد لفترة تجاوزت الستة أشهر وساستنا وأحزابنا ومؤسساتنا ومنظماتنا المدنية تتشاكس وتتعارك فيما بينها وفى داخلها ، حيث تقزمت الأحزاب والكيانات السياسية وتجزرت فى شلليات ومجموعات كل يسعى لضرب الآخر والمتضرر المباشر هو “محمد احمد” الأغبش الذى بلا حول ولا قوة ، وتنصب كل مصائب الساسة والسياسيون على رأسة ، واليوم لم يعد نصيرا لثورة الشباب هذا إن لم يكن ساخطا عليها حينما باع أهل ساس ويسوس الأرواح والدماء التى تدفقت وسالت بدراهم معدودة هى محاصصات وكراسى حكم وسلطة تربعوا عليها ولتحترق روما بما فيها وهو الواقع الأليم الذى يعيشه السودان حيث الأفق المنسد والمغلق ولا ضوء ينتظر فى نهاية النفق ، بل بات النفاق هو السمة والقاعدة التى تمارس ونسمع ضجيجا ولا نرى طحينا ، والكل يتملص من المسئولية ليتخارج من المساءلة ، بل الكل يراوغ للقفز من المركب التى تتلاعب بها الأمواج المتلاطمة قبل بزوغ فجر الغد والغد ليس ببعيد ولسنا فى حاجة الى زرقاء جديدة ، فلننتظر وننظر .

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى