العيكورة يكتب: المؤتمر الوطني و درس جديد فى الاخلاق

بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)
خاص ب [الانتباهة اونلاين]
و بالامس الاول بُعيد الحكم براءة رئيس حزب المؤتمر الوطني (الما محلول) بكل القرائن والادلة كانت ترتجف فرائص اليسار خوفاً من الخطوة القادمة و يتوجسون خيفة على الاقل من لغة الانتقام والتشفي التى ستطالهم من الاسلاميين (عشان كده اليوم داك كانوا صانين صنًة عدوك)
لكن (البروف) و أنس وكمال و رفاقهم من قادة الحزب أغلقوا هذا الباب حتى أمام (المتفلتين) من شباب الحزب فقالوا لليسار عموما (لا تثريب عليكم اليوم) وثمنوا عالياً نزاهة القضاء السوداني و تحدث (البروف) بلغة فعلت فى اليسار ما لم تفعله مئات الكلمات (١٢) ملي عيار (سيصرخون) ولكنه أصرخهم وأوجعهم من غير أن يقولها .
تعرف (يا عب باسط) البروف قال ليهم شنو؟ قال أنسوا الماضى والتفتوا للوطن و اتحدوا ولنجعل من كل القاعدة الشعبية حاضنة للفترة الانتقالية !
(عب باسط ؟ انت مركز معاي) ؟
من يقول هذا الكلام سجن ظلماً لمدة (٢٢) شهر بتهم كاذبة و ملفقة ، فماذا تتوقع منه بعد ان اطلق سراحة ؟ الطبيعي أن ينتقم من من ظلموه (صاح) ؟
و لكن البروف قال لا لن يفعلها و ذكّرهم بالوطن و الوحدة والسودان الوطن الجامع (اظن مافي ضرب تحت الحزام اكتر من كده) و هكذا هم رجال الدولة والمرحلة .
كلمات (البروف) غندور القصيرة جعلت وكالات الانباء تتهافت عليه فى ذات الليلة ليحدثهم هذا الرجل (العجيب) المتسامح ، فى المقابل لم يزبد اخوانه المفرج عنهم كلمة واحدة على ما تفوه به غندور (شفتو الادب التنظيمي ده كيف) ؟
كثيراً ما كتبنا عن أن عودة حزب المؤتمر الوطني للساحة السياسية هي مسألة وقت ليس إلا . وهذا ما يحدث الآن العودة و العودة بقوة وعبر صناديق الاقتراع ، و لكن لا أستبعد ان يغير الحزب بعضاً من ما اعلنه سابقاً بزهده المشاركة فى ادارة الفترة الانتقالية . و لا استبعد مشاركته اذا ما طلب منه ذلك ليس حباً فى السلطة ولكن درءاً للمخاطر المحدقة بالوطن فلربما تظهر اسماء من قادته ضمن التشكيل الوزاري الجديد بما لديهم من خبرة وممارسة سياسية ناضجة و راشده
السؤال الذى طرحة كثير من المحللين ليلة أمس الاولي هل سيكتفي الحزب بحكم البراءة و يبتهج و يفرح بإطلاق سراح قادته (كده وخلاس) ؟ ام ان هناك فهم تاني ؟
أعتقد ان حزب المؤتمر الوطني بارع جداً فى ترتيب الاولويات وسيظل ملف المطالبة بالتعويض ورد الاعتبار مؤجلاً لحين الحكم بعودته للساحة السياسية . وبعدها فسيتولي محاموه ملفاً شاملا عن مصادرة مقاره بلا حكم قضائي بالاضافة لملف الظلم الذى طال قيادته وبعدها (عينك ما تشوف إلا النور) و (كلو بالغانووون) !
بعض (قروبات) الاسلاميين نادت بعدم الاساءة للحواتي بل ودعت لإحتوائه أسوة بما تعاملت به مع البعثي (ودعجوبة) حين مرضه واعتذاره عن اساءته للاسلاميين بإعتبار ان الحواتي أيضاً كان ضحية لتهديد و إبتزاز . ومن طرح مبدأ الصفح والعفو هذا لم يخرجه عن ان حكم البراءة إنما هو نصر من الله وما تفوه به الحواتي بكشفه للحقيقة امام المحكمة وفضحه للنيابة إنما هو من وعد الله بنصر المؤمنين . وذهب الى ان الصحابه الثلاثة رضوان الله عليهم الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوبوا من تلقاء أنفسهم هكذا بل سبقتهم توبة الله عليهم ليتوبوا وإذا قرأنا التحول المفاجي وصحوة الضمير التى سيطرت على عماد الحواتي لقرأنا ذلك . فلله الامر من قبل ومن بعد
أعتقد من ظل يغني حتى الصباح متحسرا
(نوم عيني البقي لى سهر)
وصدمه قرار البراءة هو (فولكر) ! قول لي كيف (يا عب باسط) ! اقول ليك انا الحاج فولكر يعلم جيداً أن كلام غندور (طرشق) المخطط الاممي من اساسه بجملة واحده فقط (توحدوا يا أهل السودان) و هذا الموقف (بوظ ليهو) كل الملفات الطالع ونازل بيها لمجلس الامن ، أهااا ممكن جداً (يا عب باسط) الزول ده يعفوه من المهمة دي وينقطع عيشو .
الحاجة التانية فولكر (زمان) قال انه دعي لمبادرته المزعومة و (الهلامية) جميع القوي النشطة عدا حزب المؤتمر الوطني ! والمؤتمر الآن جايهو يقدل (أهاا الزول ده تفتكر بمشي وين بعد كده) ؟
حقيقة لا أشك مطلقاً أن العالم البارح قد أعاد حساباته تجاه السودان بعد قرار المحكمة وبعد كلمات غندور القصيرة و العميقة .
قبل ما أنسي : ـــ
وفى (الأثر السوداني) أن إمرأتان تشاجرتا واحتكمتا للقضاء والمتحري يسأل إحداهُن عن متى مزقت غريمتها ثوبها والمرأة التى رأت أن المتحري لم يستمع اليها جيداً بل انتقل لحدث تمزيق الثوب دون ان يعلم لماذا مُزق الثوب ؟ تقول للمتحري
(كدي خليني النبدأ ليك مننن وكت العواسة هى قالت لى شنو) !
والقصة (يا عب باسط) شكلها ستعيدنا أن نحكيها (مننن وكت العواسة) فى ٢٠١٩م
السبت ٩/ ابريل ٢٠٢٢ م