هويدا حمزة تكتب: نحن كمان حرامية

فوكس
خرجنا معا من مسجد الفيحاء العتيق بعد آداء صلاة العشاء والتراويح وكان ذلك قبل حوالي اسبوعين او اقل، اشتكت لي من السخانة وأخذت بيدي ووضعتها على وجها وثوبها المبللين بالعرق ذلك أن الكهرباء كانت مقطوعة وقت الصلاة التي أداها المصلون في ضيق بدلا عن الشعور بالراحة بسبب السخانة والكتمة الشديدة، اشتكت لي واشتكيت لها من معاناتي بسبب الغاز فالاسطوانة خلصت مع بداية رمضان وقلت لها(الغاز بيتباع سوق أسود ب10 و15 الف فقالت لي(انا ببيع ب6 الف بس)! (يا حنيينة أوي) لاحظو معاي انها طالعة من صلاة التراويح يعني صلاتها لم تنهها عن الفحشاء والمنكر. قلت لها وصفي بيتك بجي اشتري منك فقالت لي انها تسكن في حي الإسكان شرق الفيحاء يعني بيني وبينها شارع زلط ولم تصف لي بيتها .وقالت لي بقابلك في التراويح بيني وبينكم لم أكن أنوي الشراء منها ولا من غيرها وقد قالت لي اختي عندما قلت لها ان تعبئة الاسطوانة ب8 الف قلت لي (اشتري ساي نحن عندنا ب6 وما متوفر) فقلت لها :(ماغالبني اشتريهو لكن انا ضد مبدأ السوق الأسود) فقالت لي (انتي ما حاتحاربي الغلاء براك اشتري ساي حا تتبهدلي بسبب الغاز لمتين)؟ فقلت لها(سمح) ولم افعل بالطبع وبالعكس من ذلك وقفت في صفين غاز و(قطع فيني) وفي الثالث استطعت (رجالة كدة اقلع لي واحدة)) من محل بالقرب من بيتي والطريف في الأمر وانا في المحل وجدت (صاحبتنا ام 6 الف ديك قااااعدة وبطرفها عدة اسطوانات وشغالة تحانيس في الشباب الذين يقومون بالتوزيع للذين سجلوا أسمائهم فرفضوا اعطائها رغم أنها حاولت رشوتهم بزيادة سعر الاسطوانة وقال لها أحدهم (يا حاجة…… ناس المحلية جابوك لي صورة وصوت وقالو ما يدوك غاز)! وليست هذه المرأة وحدها من يفعل.
ما اريد قوله ان ليس كل الازمات أزمات انتاج بل جلها أزمات ضمير وقد اجتهد بعض مواطنينا بجبل أولياء في حيازة اكبر عدد من الأسطوانات والتربص بشاحنة الغاز التي تأتي به إلى القرية ليتم تفريغه في الطلمبة ثم يعاد توزيعه في الأسطوانات ولكن في إحدى الليالي حدث هرج ومرج لحظة التعبئة والتوزيع واختلاط الحابل بالنابل و(حدس ماحدس) وضاع عدد كبير من اسطوانات المواطنين ومن ضمنهم اسالازمة الطن كانوا يشترونه من الطلبة بحوالي 600 جنيه ويبيعونه ب3000 على ما اظن شفتو حق الحرام ده اصلو ما بقدم وانك تستحوذ على نصيب اهلك من الخدمات وتجي تستغل حاجتهم وتبيعو ليهم بالسوق الأسود وبربح فاحش صدقني ما ينفعك. عشان كده انا دايما بقول ليست الحكومة وحدها حرامية.. نحن كشعب برضو حرامية وماعندنا ضمير. لذلك نحن سبب كثير من الازمات التي عشناها في هذه الأرض الطيبة الذاخرة بالخيرات واذا كانت الحكومة قد رفعت الدعم عن كثير من السلع المهمة فنحن كمواطنين برعنا في احتكار السلع وخلق الازمات ودونكم الدقيق والسكر والبصل الذي تجاوز سعره سعر التفاح. صحيح لن يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ا ما بأنفسهم.
محتاجين نغير نفوسنا ونتقي الله في رزقنا وفي هذه الحالة يتكفل الله يرزقنا كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا.