مسابقة عيون الشباب على التنمية

إعتقال قادة الشيوعي في جوبا.. المبادئ تحت أقدام المصالح!!

الخرطوم: أحمد طه صديق
كانت الطائرة المصرية تحلق في الجو عندما إنتبه السكرتير الصحفي للرئيس نميري محمد محجوب سليمان وجود معتقل سوداني داخل الطائرة بغرض ترحيله للخرطوم وكان سليمان صديق قديم للناشط السوداني المناوئ لنظام الرئيس نميري فإلتفت إليه بعد أن ألقى عليه التحية وقال له ( خليك برغماتي زينا) القصة رواها لي المعتقل الذي أنشأ مطعماً لاحقاً في مدينة الصحافة بالخرطوم.
والحدث يكشف إلى مدى التعاون الأمني والتناغم بين حكومة مصر آنذاك وحكومة النميري الذي إنقلب على النظام الديمقراطي المدني في عام 1969م .
الحدث لم يكن هو البداية ولا النهاية إذ أنه حتى في عهد البشير رغم توتر العلاقات بين البلدين لكن كان هناك تعاوناً أمنياً في بعض الفترات سيما بعد محاولة النظام التقرب من المجتمع الدولي بإعتقاله بعض العناصر الإسلامية المتشددة ، بيد أنه حتى في حقبة حكومة ديسمبر المجيدة حاولت السلطات المصرية عقد صفقات مع الحكومة السودانية لتسليم عناصر محسوبة للأخوان المسلمين فقامت بإعتقال عدد من الناشطين السودانيين في القاهرة ونقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية عن مصدر يعمل مع اللاجئين في القاهرة، أن المعتقلين كانوا يعيشون في مصر، وتعرضوا للتعذيب، وبعضهم تم تسليمه لقوات الأمن السودانية، لافتةً إلى أن مصر طلبت بالمقابل من السودان ترحيل العشرات من قيادات الإخوان المسلمين إلى القاهرة .
كما إتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في وقت سابق الشرطة المصرية بإعتقال عشرات اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين في الفترة الأخيرة ومارست ضدهم إنتهاكات من بينها الضرب.
وقالت المنظمة إنها أجرت عدداً من المقابلات مع من تزعم أنهم تعرضوا للإعتقال والضرب وغيرها من الإنتهاكات، وأدلى خلالها لاجئون وطالبي لجوء سودانيون بشهادتهم على تجربتهم مع الأمن المصري.

تعاون مع السعودية
وبالرغم من أن العلاقات بين حكومة البشير وحكومة المملكة السعودية لم تكن جيدة لكن هناك بعض المصادر أشارت إلى أن المملكة آنذاك سلمت عدداً من الناشطين السياسيين للحكومة السودانية في عام 2017م وبحسب (سودان تربيون) آنذاك أن السلطات السعودية أخطرت أسر أثنين من الناشطين المعتقلين لديها، بإعتزامها ترحيلهما إلى السودان خلال (48) ساعة.
وعبرت المصادر عن قلقها الشديد إزاء تبعات ترحيل الناشطين خاصةً وأن سلطات الأمن السودانية تتهمهم بالمشاركة في الترتيب لحملات ناشطين معارضة للحكومة السودانية.
وأشارت منظمة (العفو الدولية) إلى أن سلطات سجن الحائر بالرياض استدعت القاسم والوليد في الخامس من يونيو، واستجوبا داخل زنزانتين منفصلتين ، بشأن من يكفل إقامتهما وأسرتيهما بالمملكة السعودية، وما إذا كانا مدينين لأحد، أو كان لهما ديون مستحقة، وما إذا كان لديهما ممتلكات، كما طلب منهما أن يحررا توكيلاً عاماً لأحد أفراد أسرتيهما داخل السعودية لإدارة ممتلكاتهما .

إعتقال في جوبا
احتجزت السلطات الأمنية في حكومة جوبا أمس الأول قادة بارزين في الحزب الشيوعي السوداني في إحدى فنادق مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان شمل سكرتير الحزب محمد مختار الخطيب وسكرتير العلاقات الخارجية صالح محمود وعضو اللجنة المركزية آمال الزين .
وقال القيادي بالحزب صدقي كبلو وفق موقع (الراكوبة) إن أوراق دخول أعضاء الحزب لدولة جنوب السودان سليمة لكن السلطات أبلغتهم بأنهم لم يخطروها عن طبيعة اللقاءات التي عقودها مع الحركات المسلحة التي شملت الحركة الشعبية شمال بزعامة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور وأضاف كبلو إنهم ردوا بأن الجهة التي إلتقت بهم هي التي ينبغي أن تخطرهم .
فيما توقع الحزب إطلاق سراح قادته اليوم الخميس- بحسب بيانه أمس- فيما استنكر بيان للحزب الشيوعي إحتجاز قادة حزبه والتحقيق معه ووصفته بإنه غير مبرر لا بإعتباره حزب له شخصيته الإعتبارية .
في حين إعتبر البعض إن توقيف قادة الحزب الشيوعي لا ينفصل عن التناغم في العلاقات بين حكومة جنوب السودان وحكومة الخامس والعشرين من أكتوبر التي يسيطر عليها العسكريون في وقت يعتبر الحزب الشيوعي الخصم الأبرز للحكومة والمتزعم لتيار عدم التفاوض مع العسكر ورفض أي نوع من المشاركة السلطوية معهم ويرى هؤلاء المراقبون إن الإعتقال ربما يطول في حين يرى متابعون للشأن السوداني إن حكومة جوبا لن تطيل إعتقال القادة الشيوعيين بإعتبارها تطرح نفسها كوسيط محايد في حل الأزمات السياسية في السودان .

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى