مسابقة عيون الشباب على التنمية

حوار وطني شامل أم مجموعة “سيقنال”؟ اختاروا يا سودانيين!

بقلم مكي المغربي

أنا واثق أن مبادرة سلفاكير رئيس جنوب السودان يمكن أن تشق طريقها وتنقذ السودان من هذا “الإنغلاق” الذي تسببت فيه المجموعة الأوربية وبالذات فرنسا وبريطانيا، ولا أقول اليونيتامس لأنها مجرد واجهة وحسب تحليلي أن بريطانيا هي الأخطر، ثم فرنسا، أما ألمانيا ومعها “فلذة كبدها” فولكر فهي مجبرة على التماهي ليس إلا، فالسيد فولكر بات يمرر يوما لهؤلاء ما يريدون ويوما لأولئك. بل وحسب مصدري أن هنالك قروب “سيقنال” فيه سفراء أوربيين في السودان ومعهم ديبلوماسي أمريكي، وربما يكون الآدمن فولكر أو موظف معه ولكنه ليس الآمر الناهي في القروب، وليس هو “حاكم عام” ولا يحزنون، مجرد آدمن قروب. وقد كان السودان في فترة ما يحكمه هذا القروب، والسبب الأساسي في ربكة الحكومة المدنية حينها أن اسياد القروب اختلفوا وبات يتفقون على أمور محدودة، وليس من ضمنها اتفاقات ابراهام، فهمتوا ولا “انقطها ليكم”؟!

قد يقول قائل، مرحبا بالخواجات لأنهم سيطورون البلاد ونصبح مثل أوربا، والجواب هو أنهم سيطروا على بلدان أخرى وغيروا سلطتها بالقوة ولم تصبح أوربا ولا يحزنون، لأنه يا أيها الحالمون أنتهى عهد الإستعمار الذي يبني ويشيد السكة حديد و”الاسبتالية” فالنسخة الحالية هي الإحتفاظ بهذه الدول مصادر للثروات الطبيعية بأرخص الأثمان أو لا بلا مقابل أو بادخار هذه الموارد للوقت المناسب بصناعة صراعات تعطلها تحت الأرض وتؤجل دخول الصين أو أي دولة أخرى، هذا الأستعمار الموجود وأمامكم العراق وليبيا وافغانستان وافريقيا الوسطى وغيرها ممن حطم التدخل الأممي أنظمتها وجيوشها بذريعة الديموقراطية حقوق الإنسان وهذه هي النتيجة يا “شطار يا فالحين يا حالمين”.

عودة لمبادرة سلفاكير، الوضع الطبيعي – يا صديقنا ولد لبات – أن ينحاز لها الإتحاد الأفريقي لأنها دولة عضو ولأنها هي التي قادت مباحثات واتفاقيات السلام بمباركة القوى السياسية (الثورية!) نفسها وباعتماد الإتحاد الأفريقي ثم – بعد تلكؤ – “التروكيا” ولعشاق الغربيين، هي النرويج وأمريكا وبريطانيا. اتفاقيات جوبا تسبح بحمدها اليونتامس والمنظمات الإقليمية والدولية، إذن دولة جنوب السودان مؤهلة؟!

أتمنى أن تنجح الدبلوماسية السودانية بالتعاون مع جنوب السودان ومبعوث الرئيس السيد توت قلواك باستنهاض دول الجوار والإقليم لإسناد مبادرة سلفاكير، والرسالة موصولة لسعادة الفريق ابراهيم جابر الذي شق افريقيا شرقا وغربا ووسطا وجنوبا في جولات مهمة عبر دبلوماسية سيادية وطنية خالصة استعادت للسودان حضوره ومكانته، وبعد الإسناد الأفريقي الذي تشكل سنرى ما هو موقف الإتحاد الأفريقي؟ مع الدول الأفريقية أم “مع قروب السيقنال” والإتحاد الأوربي الذي يمول من بروكسل 60% من برامج الإتحاد الإفريقي مما ادى إلى أدمان اليورو لدى بعض مسئوليه. وأنا اتكلم عن تجربة ومعايشة، ولكنني لم اصاب بالإدمان فالحمد لله “الجرعات” كانت قليلة وقدر المهام والإستشارات المتفق عليها أفريقيا.

إنني اعتقد أن ما يحدث نقطة فارقة في تاريخ السودان ويجب أن نقيم القوى السياسية من هو الوطني حقا والذي يقبل بالحوار المفتوح الشامل ومن هو الصبي المدلل الذي يقف في “ضرا” خواجات السيقنال ليفرضوه على الواقع ويحذفوا من الحوار فلان وعلان من أجله، مقابل ماذا؟ مقابل أن يدين لهم الجيش والقوات النظامية في تعطيلها للديموقراطية وانتهاكها لحقوق الإنسان ويدعوا لمعاقبة السودان من داخل الحكومة مثل “نور الدين ساتي”.

وهل ستستخدم هذه الإدانة لفرض الديموقراطية وحقوق الإنسان على السودان؟ قطعا لا يا فالحين يا شاطرين يا حالمين (مرة أخرى)! ستستخدم الإدانات وما يتبعها من عقوبات لنقيض ما وعد به الغربيون، ستستخدم لإبقاء الجيش على السلطة تحت كروت الضغط والإستضعاف والمزيد من توثيق الإدانات وتدويرها دوليا، ليتم ارتهان القرار بالكامل.

أما الأدوات المدنية التي استخدمت في ذلك، شخصيات وسياسيين ومنظمات وتجمعات ناشطين وحالمين بمساعدة الغربيين لهم للوصول للسلطة أو استعادة الديموقراطية “حسب فهمهم” هذه اسئلوا عنها الأفغان الذين كانوا يركضون خلف طائرة الإخلاء العسكرية الأمريكية.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى