مسابقة عيون الشباب على التنمية

الصادق المقلي يكتب: هل نحن موعودون بحوار فى روتانا أشبه بحوار الوثبة ؟؟

بقلم: السفير الصادق المقلي

اى حوار فى الدنيا لو لم يتوفر فيه حد أدنى من الثقة بين طرفى التفاوض سوف يكون حوار طرشان و لا طائل وراءه و مضيعة للوقت٠٠٠. ما يدعو للدهشة و الغرابة أن الطرف الأصيل في الأزمة، المكون العسكري و على لسان البرهان ظل يردد أن سبب هذه الازمة هو عدم التوافق بين القوى السياسية و رددها البرهان آخر مرة حتى فى خطابه بالأمس… الذى فاجأ فيه المشهد السياسي… حيث منذ التنويه كان يمنى النفس بأن خطابه عشية هذا الحوار سيشتمل على مزيد من الإجراءات التي تصب في اتجاه بناء، الثقة.. إجراءات مكملة لما اتخذه من قبل من إجراءات تمثلت في رفع حالة الطوارئ و اطلاق سراح المعتقلين المعتقلين… إلا أنه كرر ما ظل يردده من قبل… (العسكر سوف يسلمون السلطة فى حالة توافق القوى السياسية أو بعد انتخابات.)!!!! فلم يكن من مردود لرفع حالة الطوارئ إذا ظل الحال على ما هو عليه قبل رفعها… فكان القمع المفرط و قتل الشباب لم يتوقف، كما أن المعتقلين السياسيين لم يطلق سراحهم بصيغة الجمع، بل ما برح بعضهم وراء القضبان… و لعل ما يثير الحيرة فعلا أن السلطة لا تأبه البته لمطالبة القوى السياسية و الثورية و المجتمع الدولي بما فيه الألية الثلاثية مسهلة الحوار بعدم استعمال العنف المميت ضد المحتجين.. فتواصل القتل بالرصاص الحى فى اتجاه صدور الشباب العارية الا من ايمانهم بمبادئ، و اهداف ثورتهم… و كان آخر حادثة استشهاد على مرمى حجر من منصة سرادق افتتاح سوق تعاونى يتبع للمؤسسة العسكرية فى المهندسين وسط إجراءات أمنية مشددة و تشريف من كافة قيادت القوات المسلحة. بالتاكيد اى خطوة من شأنها رفع المعاناة عن المواطن مرحب بها و مطلوبة… لكن ليس بأسواق البيع المخفض فى العاصمة يتعافى الاقتصاد السودانى…
و لذلك فى ظل انعدام الثقة و إرادة سياسية من المكون العسكري و إقرار الأخير بأنه هو الطرف الأصيل في الأزمة.. و انه وراء كل أعراض هذه الازمة من سيولة سياسية و انهار اقتصادى و انفلات امنى و عزلة دولية و إقليمية منذ ٢٥ أكتوبر الماضي…… وضع مأزوم لم تشهد البلاد مثيلا له من قبل… انفلات امنى و انهيار اقتصادى اعترف به البرهان نفسه حين صرح ( بأن المواطن يعانى شطف العيش و ان المواطن لم يعد آمنا في بيته٠٠) فماذا يا ترى دور القوى السياسية في كل هذا حتى يحملها البرهان كلما خاطب جمعا المسؤولية… فهل هى التى تسببت في فرملة تعاون المجتمع الدولي و المؤسسات الدولية المصرفية مع السودان، ام ان لهذه القوى السياسية أجهزة نظامية تقتل الشباب بدم بارد في المظاهرات… أم أن لها مباحث تبحث عن الجناة… تلك هي مسؤولية الدولة فى حماية المواطن وفق الدستور حتى و إن نزلت كائنات حية من كوكب المريخ كطرف ثالث..
فى اعتقادى انه في ظل انعدام الثقة.. و تحديد أطراف الازمة و إقرار المكون العسكري بأنه الطرف الأصيل في الأزمة و عدم استمراء تحميل المسؤلية للأطراف الأخرى… . و فى ظل رفض المكون العسكري اتخاذ المزيد من الإجراءات لتهيئة الاجواء لحوار بناء يفضى إلى اختراق فى جدار الأزمة… خاصة ضرورة اطلاق ما تبقى من المعتقلين السياسيين و الكف عن اعتقال المزيد. و توجية رسمى للسلطات الأمنية بعدم استعمال العنف المفرط ضد المحتجين ٠٠و إيقاف كافة الإجراءات السابقة المتعلقة بقانون الطوارئ مع إرادة سياسية من كافة طرفى الازمة.. فإن حوار روتانا سوف يكون شبيها.. ان لم يكن كوبى بيست.. من حوار الوثبة… من دون جدوى و لا طائل وراءه نسبة لغياب الأطراف الأخرى الأساسية للأزمة.. القوى السياسية و الثورية و المدنية المعارضة للسلطة الحالية….و مضيعة للوقت٠٠٠ سيما و أن شهر يونيو يسرع الخطى…

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى