صبري محمد علي (العيكورة).. آداب (كسّير التلج)

هل للمديح والاشادة والاطراء آداب؟ أقول نعم ونواقض ومستحبات (كمان) . طيب هل هناك عيب يطال من (كسر التلج) أم لا ؟ وهل هذا (الكسيّر) يُعد انتقاصاً فى حق المُكسر له ام لا طالما ان هذا الشخص (يستاهل) . وهل هذه الظاهرة موغلة فى القدم والتاريخ أم أنها دخيلة على مجتمعنا ولماذا حرفنا المسمى الى جملة (كسّير التلج) بدلاً من اسمها المتعارف وهو المديح أو الثناء وهل تعد هذه الظاهرة موروثاً إيجابياً يجب المحافظة عليها أم انها كلاماً للتندر والونسة و لا تخدم المجتمع فى شئ . هذه النقاط وغيرها سنتطرق لها مع صديقنا الاستاذ (عب باسط) خلال السطور القادمة . أعزائي المشاهدين (خليكم قراب ) فاصل ونواصل (تررم تررم)
يا جماعة ! يا بني آدمين ظاهرة المديح والاطراء نثراً وشعراً عادة قديمة الا تقرأوا التاريخ ؟ ياخي الم يكن للامراء مجالس للشعراء خصصت لمدح الامير او الحاكم ولها طقوس وتقاليد و (حُكّام) و ولائم وآخرها تكون الهبات والعطايا (الرُقعة) ! يا جماعة الم تسمعوا ب (أنت كالبحر فى أحشائه الدرر) و(مُش عارف) يجود الاكرمون بمالهم ونحن بمال الاكرمين نجود . الم تسمعوا بمثل هذا الكلام ؟ (طيب ده ما ياهو كسّير التلج ذاتو) . نعم نحن لا ندعو ان يكون ذلك وسيلة لكسب العيش مُطلقاً بل نريده صرفاً خالصاً لوجه الله تعالى والوطن .
قول لى كيف ؟
يعني ممكن لما (تتكيف) من أداء مسؤول (خاالس) ويعجبك شغلو تقول لصاحبك (أرح معاي) أنا ماشي أكسر لى (تلج فى الله) للسيد الوزير الفلاني او الوالي العلاني وتمدحه (زييين) وتشرب شاهيك و تتخارج . لكن حكاية أن كل من امتدح مسؤلاً عاماً بالدولة تحوم حوله شُبهة أنه صاحب غرض أومصلحة (لا لا يا جماعة) هذا الفهم سيقودنا لتعطيل وتثبيط الطاقة الايجابية بداخلنا و(أول حاجة) يمكن ان تسمعها (والله الشعب السوداني ده ما يستاهل زول يتعب عشانو) ! ليه كده ؟ ولمصلحة من مثل هذا الكلام ؟ اليس لصالح منظمة (نفرتقا طوبة طوبة) الخيرية !!
إذا كان يا جماعة من صنع لاخيه معروفاً فقال لفاعله (جزاك الله خيرا فقد ابلغ فى الثناء) . هذا لمن فعل معروفاً عابراً ولشخص واحد وليس لوطن فما بالك بمن نذر كل وقته لخدمة الآخرين ! يا جماعة كسروا … كسروا ولكن بلا مقابل يُرتجى ولا واسطة لوظيفة يغلفها الثناء والاشادة . كسروا من أجل الوطن ومن أجل استخراج الطاقات الايجابية الكامنة فى النفوس
(ياخ تتذكر) زمااان لمن عمتك ترسلك لشراء بُن او سُكر من دكان بعيد فى الحلة وقبل ما تمشي تقول ليك (هاك يا المبروك كنت دايرة ارسل اخوك إلا قلت ليهم لا (العوض) بجيني سريييع) !بالله ما كنت تشعر ان (الواطة ما شايلاك يا العوض) وهوا تنهي المهمة فى ثواني وترجع ؟ طيب ده ما ياهو (كسّير التلج ذاتو) و دي ما ياها استخراج الطاقة الايجابية الكامنة بداخلك طلعتها عمتك بكلمة حلوة ! و(العجب) لما ترجع وتقول ليك (أجششش) ! يا زول فى تلك اللحظة تستشعر بزهو عجيب وتدخل لسانك بداخل (جضمك) لتُخفي الضحكة وتشعر أنك (عاوز تضحك لكن مُحتار) ! كدي بالله جرب الحركة دي عزيزي القارئ
فى الختام يا جماعة يجب ان نبتعد عن كل مثبطات النهضة وبناء الوطن و اولها بخس المجهود و التقليل من شأن من يتولى العمل العام فإن لم تستطع ان (تُكسر) فلا أقل من أن تصمت . فمن تسنم العمل العام هو شخص له اسرة واطفال وبيت ومشاغل اقتطع من وقته لأجلك (فاهمني يا أسطى) ؟
قبل ما أنسى : ـــ
كسروا … كسروا ياخي يكسركم الله فى حبه وطاعته قولوا آمين .