بخاري بشير يكتب: لا إلغاء للانقلاب.. ولا يحزنون!

ماذ جرى داخل اجتماع الحرية والتغيير بالعسكر خارج السلام روتانا؛ وبعيداً عن الآلية الثلاثية؟ والى ماذا كان يرمي قادة الحرية والتغيير “المجلس المركزي” من وراء هذا الاجتماع؟ .. وما هي أهدافهم التي جعلتهم يرمون بكل قسم “مغلظ” وراء ظهورهم؟ .. ويجلسون مع العسكر بعد أن كان فهمهم أن (لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة)؟؟.. يا ترى أين ذهبت لاءاتهم الثلاث؟
طبعاً تسربت العديد من الأنباء حول اللقاء المزعوم؛ ونريد في هذه العجالة أن نتناول بعضها والتي رشحت في صفحات وتغريدات وتحليلات مجالس المدينة .. كثير من الناس أكدوا أن الحرية والتغيير وبالذات الشيوعيين والمؤتمر السوداني وحزب الامة بادروا الى الموافقة “المستعجلة” لطلب الوساطة الأمريكية السعودية؛ وجلسوا منفردين مع العساكر.
لم ينس قادة “المجلس المركزي”؛ والذي أعلن في السابق بأشد عبارات الرفض عدم الجلوس الى العسكر؛ نعم لم ينسوا أن الآلية مدعومة بسند دولي وهي ماضية في تشكيل الحكومة القادمة بمن حضر.. خاصة أن الحوار وجد رضا المجتمع الدولي ممثلاً في يونتامس و AU والايقاد؛ هؤلاء في اللحظات الأخيرة وبعد أن سارت الركبان بانباء الجلسة الأولى للحوار و”الناجحة جداً”؛ أدركوا أن أي غياب وتشدد سيجعلهم في غيابت جب النسيان؛ الا من احتجاجات هنا وهناك – محدودة العدد والمواقيت.
لذلك قبلوا بمبدأ الجلوس؛ وكعادتهم؛ أرسلوا الرسائل عن طريق التصريحات الاعلامية بأنهم؛ وضعوا شروطاً للجلوس؛ أولها (ذهاب الانقلاب) الى مزبلة التاريخ؛ وعودة العسكر للثكنات؛ وتسليمهم السلطة كما كانت قبل 25 اكتوبر؛ وربما طالبوا باعادة حمدوك نفسه.. هذا ما قالوه في الاعلام؛ وأثروا به على مناصريهم.. لكن يا ترى ماذا قالوا داخل تلك “الغرفة المغلقة”؛ وبماذا طالبوا صراحة.
ذكرت أنباء غير رسمية من مصدر موثوق قوله: بان اجتماع مركزي الحرية والتغيير والمكون العسكري الذي جرى برعاية (امريكية سعودية) اوصل إلى اتفاق على (اقتسام السلطة) بين مكونات مركزي الحرية والتغيير وحزب الامة الى جانب ممثلين لاحزاب الحوار؛ وتوقع المصدر وصول عدد الوزارات الى 30 وزارة.
يعني ليس هناك “الغاء للانقلاب”؛ ولا “عودة للثكنات” ولا يحزنون؛ انما كل ما ذكر في الاعلام هو (لعب على الدقون).. وضحك على البسطاء الذين ينادون (لا شراكة ولا مساومة ولا تفاوض).. ما تم داخل الاجتماع المغلق هو “المساومة” في أعلى تجلياتها.. لم يستطع هؤلاء أن ينفطموا من السلطة التي يسيل لها لعابهم؛ وها هم يتنازلوا عن كل شعاراتهم التي شغلت الناس.
الشعب السوداني – اذا ما صدق حديث هذا المصدر الموثوق- موعود بحكومة بشراكة “مترهلة” ربما كانت أسوأ من آخر حكومات المؤتمر الوطني المحلول؛ لترضية أكبر عدد من المشاركين.. ولا ننسى حركات الكفاح المسلح؛ والتي ترفع شعار: (أنها جاءت بموجب اتفاق جوبا وستبقى به ولا احد يستطيع ابعادها عن المشهد).
هذا الذي يجري – اذا صدقت التنبؤات- يكشف بجلاء أزمة السودان المتمثلة في “حب الكراسي” و”المحاصصة” و”تقسيم السلطة” على الموجودين في المسرحية؛ دون وجود أدنى اعتبار لهذا الوطن الذي انهكته الصراعات؛ والأزمات وكادت ان تذهب بريحه.. بعض “الخبثاء” علقوا بقولهم ؛ إن قحت رضيت بالجلوس الى العسكر لأنها على يقين أن عدم جلوسها الى العسكر سيعود بسدنة النظام القديم.. أوالكيزان، أو الثورة المضادة كما يسميهم ياسر عرمان.