مسابقة عيون الشباب على التنمية

المدير التنفيذي لمحلية أبو جبيهة رئيس لجنة الأمن العميد (م) سايمون تاب: الأوضاع الأمنية عادت لطبيعتها ونناشد المنظمات التدخل

 

حاوره : محمد احمد كباشي

كشف المدير التنفيذي لمحلية ابو جبيهة رئيس لجنة الامن العميد م سايمون تاب، معلومات جديدة عن الاحداث التي شهدتها المنطقة خلال الاسبوع الماضي وخلفت عدداً من القتلى والجرحى. وابان تاب ان مجموعة من المتفلتين يحملون اسلحة خططت لاحداث فوضى داخل المدينة تزامناً مع الصراع القبلي بين كنانة والحوازمة ومن ثم نهب وسرقة المحال التجارية، مضيفاً ان الاجهزة الامنية القت القبض على (40) منهم، محذراً من ظاهرة انتشار وتهريب الاسلحة. وقال في حواره مع الصحيفة ان هناك تنافساً واضحاً بين القبائل للحصول عليها، غير انه اكد عودة الاستقرار والهدوء بعد سيطرة الاجهزة الامنية، مشيراً الى سير امتحانات الشهادة السودانية بصورة سلسة. وغير ذلك في هذا الحوار معه:

* كيف تبدو الاوضاع الامنية بمدينة ابو جبيهة بعد الاحداث التي شهدتها أخيراً؟
ــ نعم شهدت المحلية احداثاً مؤسفة بدأت يوم السبت 5/6 بين قبيلتي كنانة والحوازمة، واستمرت بصورة متقطعة ايام الاحد والاثنين والثلاثاء، وتمركزت في الجهات الشمالية الشرقية، وتأثرت الاحياء المجاورة بالاحداث، اما بقية الاحياء فظلت آمنة ولم تشهد اية احتكاكات بين الاطراف، وخلفت الاحداث جملة من الخسائر بين قتيل وجريح وحرق لقرى بالاتجاه الشمالي الشرقي للمحلية، ونتجت عن ذلك عمليات نزوح الى داخل المدينة، ولمحاصرة هذه الاحداث وبسط هيبة الدولة تحركت قوات من مدينة كادقلي وانتشرت في انحاء واسعة، وعملت على بسط الامن، وقامت بعمليات تمشيط واسعة للبحث عن متفلتين تم رصدهم في اثارة الفتنة، حيث القي القبض على (40) مجرماً وايداعهم في الحراسات.
* وهل مازالت هناك مناوشات؟
ــ الحمد لله استطاعت الاجهزة الامنية اعادة الهدوء للمدينة، والآن عادت الحياة الى طبيعتها، والدليل على ذلك قرع الجرس بمدرسة خديجة بنت خويلد ايذاناً ببدء امتحانات الشهادة السودانية التي يجلس لها 1582 طالباً وطالبة موزعين على 13 مركزاً تم تجميعها في ستة مواقع مع تشديد حراسة امنية، وسجل اليوم الاول غياب عشرة طلاب وطالبة، وتم تحويل الطالبة اكرام عبد الرحمن الى الابيض حيث تتلقى العلاج بعد اصابتها في الاحداث، مع امنياتنا لطلاب المحلية بالتفوق.
* ما هي نتيجة الاحداث وانعكاساتها على حياة المواطنين؟
ــ اتخذت لجنة الامن قراراً تم بموجبه حظر التجوال من الساعة السابعة مساءً الى الساعة السادسة صباحاً، كما تم اغلاق المحلات التجارية داخل سوق ابو جبيهة كاجراءات احترازية، ولكن بعد الاستقرار وعودة الاوضاع الى طبيعتها تم فتح السوق والآن يزاول نشاطه في كافة المحلات التجارية والبنوك والمؤسسات الحكومية. ,الصراع الدائر بين الحوازمة وكنانة اثر فعلياً على النسيج الاجتماعي ودخلت مكونات اخرى في تحالفات، وهنا لا بد ان نوجه صوت شكر الى مجموعة شباب ابو جبيهة للسلام والتنمية وشباب التعمير، لجهودهم في العمل على رتق النسيج الاجتماعي والدعوة الى قيام مؤتمرات وندوات من شأنها نزع فتيل الازمة واعادة المياه الى مجاريها.
* وكيف تبدو اوضاع النازحين جراء الصراع؟
ــ تركزت الاشتباكات في شرق المدينة وتضررت منها اثنيات لا علاقة لها بالصراع، وصاحبت ذلك موجة نزوح كبيرة من الاحياء المجاورة الى داخل الاحياء خاصة الجنوبية وباعداد كبيرة يصعب حصرها الآن، لأن بعض الاسر في الاحياء المستقرة آوت اليها اقارب لهم فروا من جحيم الحرب وقاسموهم الاكل والشرب والسكن، وحتى يتم الحصر تم تكوين لجنة للمسح الميداني للاحياء وتحديد حجم الاضرار والمطلوبات العاجلة المتمثلة في مواد الايواء من مشعمات وخيام حتى لا يتأثر هؤلاء بالخريف، هذا الى جانب توفير المواد الغذائية لأن المتضررين فقدوا كل شيء نتيجة حرق المنازل.
* هل هناك تدخل من قبل منظمات لتقديم العون للمتضررين؟
ــ لم يحدث حتى الآن، ومن هنا نطالب المنظمات الطوعية التي تعمل في مجال العمل الانساني بالتدخل العاجل واعانة هؤلاء المتضررين، وهنا لا بد ان نسجل صوت شكر للاخ مدير عام وزارة الصحة بالولاية الذي ظل مرابطاً معنا منذ وقوع الاحداث وانخرط في اجتماعات مع الجهات ذات الصلة والوقوف على الوضع الصحي، مع توفير ادوية وجلب اختصاصيين لمستشفى ابو جبيهة لمجابهة اعداد المصابين الذين تجاوزوا 60 مصاباً بعضهم من اثنيات لا علاقة لها بالاحداث، وتم اخلاء 17 حالة منها تسع حالات الى مستشفى كوستي وهؤلاء ينتمون الى كنانة، وثمانية مصابين ينتمون الى الحوازمة تم نقلهم الى مستشفى الابيض، وقصدنا من ذلك ان يتم الفصل بين الفرقاء في تلقي العلاج. وسبق ذلك أن تواصلنا مع حكومتي الولايتين النيل الابيض وشمال كردفان لتسهيل مهمة علاج المصابين، والآن يتلقون في العلاج وكذلك لا بد ان نحيي ونشكر الاخ والي الولاية رئيس لجنة الامن وقائد الفرقة وقيادات الاجهزة الامنية، ونخص هنا الرائد عمار بشير عربي، وذلك لدورهم في بسط الامن وعودة الحياة الى طبيعتها. كما ندعو جميع الاطراف الى ضبط النفس وتحكيم صوت العقل، فالنفس البشرية غالية ولا يجب ان يتناحر الاشقاء، ونأمل أن تعمل الادارة الاهلية على وضع حد للخصومة مع التشديد بانفاذ القانون تجاه من يرتكب جريمة، خاصة ان المجرم لا قبلية له وحمايته تبدو اسوأ من الجرم الذي يرتكبه.
* هناك اتهام بأن بعض المجموعات اججت الصراع؟
ــ نعم هذا صحيح، ومن خلال رصد ومتابعة الاجهزة الامنية تأكد وجود مجموعات متفلتة وقطاع طرق اشعلوا نيران الفتنة كي تحين لهم سانحة انشغال الاجهزة الامنية بفض الصراع شرقاً، ومن ثم يحاولون اثارة شغب داخل المدينة والسوق ونهب المحلات التجارية، وبالفعل تمت سرقة عدد من المنازل من قبل متفلتين يحملون اسلحة كلاشنكوف، وتم القاء القبض على أربعين منهم وبعضهم اختبأوا في الجناين.
* يلاحظ ان الصراع القبلي تطور باستخدام اسلحة ثقيلة لماذا لا يتم نزعها؟
ــ انتشار السلاح بات مهدداً أمنياً للمنطقة بأسرها، وزادت الاسلحة في الآونة الأخيرة كماً وكيفاً مثل الهاون (82) والـ (آر. بي. جي) والقرنوف وقناصات و (م. ط)، وهذه تمتلكها مليشيات ومواطنون مازالوا يرتدون الكاكي، وبات من الواضح ان هناك نشاطاً لتجارة وتهريب الاسلحة، وكل القبائل اخذت تتسابق لامتلاك السلاح مع ظهور تجار للاسلحة.
* من أين تأتي هذه الاسلحة؟
ــ عدم الاستقرار في عدد من الدول المجاورة نتج عنه نشاط تجارة وتهريب السلاح الى داخل المحلية وعلى وجه الخصوص مع طول الشريط الحدودي مما يتطلب مزيداً من مراقبة المداخل، اضف الى ذلك الصراع الدائر في دارفور، كما ان بعض منسوبي الجيش الشعبي يهربون باسلحتهم الى داخل المحلية.
* ما هي الاجراءات التي اتخذتها المحلية لبسط هيبة الدولة؟
ــ اصدرنا قرارات ومراسيم لمنع المواتر ومنع حمل الاسلحة النارية، وكذلك الاسلحة البيضاء وحتى العصا، ولكن المشكلة تكمن في وجود اوكار داخل البيوت تستخدم مخازن لاخفاء الاسلحة، ويُلجأ اليها عندما يكون هناك فزع قادم من مكون آخر بحثاً عن منهوبات او متفلت ارتكب جريمة، ولذلك سنعمل على التشديد في انفاذ هذه المراسيم والقرارات للحد من وقوع جرائم ونزاعات.
* في ظل الراهن الذي تعيشه المحلية كيف يبدو الاستعداد للموسم الزراعي؟
ــ اقول بكل صراحة ان الموسم الزراعي بات مهدداً بالفشل، وحتى الآن لا توجد بوادر استعداد للموسم وذلك لاعتماده على الوقود، وفي السابق كان هناك دعم الا انه الآن اصبح تجارياً والحصول عليه صعب للغاية في ظل ارتفاع قيمته، واكثر المزارعين حتى الآن لم يتحصلوا على التمويل، أما من ناحية التأمين فإن المناطق الغربية من المحلية تحتاج الى تأمين منعاً للاحتكاك بين المكونات.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى