محجوب فضل بدرى: شَّمَّ الدم، وقال حرَّم !!

البرهان من الفشقة: دماء الشهداء لن تضيع سدى
-ولن تضيع باذن الله، مادام في الجيش (مستجد واحد)!! حالق صلعة، ولابس باشنقو، وساكن فى خيمة، يصحى بي صفارة، وياكل بي صفارة، ويجمع بالخطوة السريعة بإشارة.
-ولن تضيع مادام قادة جيشنا تخرجوا من مصنع الرجال، وعرين الأبطال، وتعلموا فيه الحديث ولبس القميص، وسمعوا ليل نهار فى ميدان الطابور،وفي الثكنات من الآباء المعلمين، والقادة السابقين، النداء الجامع ..خلى بالك ياطالب ونالوا من العلوم العسكرية التكتيكية والإستراتيجية، وتنافسوا فى مابينهم فى الرماية، والرياضة، والضبط والربط، من صفا وانتباه بالعدد(واحد إتنين) الى طوابير التخرج، وهم يمشون فيها بالخطوة البطيئة، ويرددون لن ننسى أياما خلت لن ننسى ذكراها، وكيف ينسونها، وقد سبقتهم دفعات ودفعات، ولحقت بهم دفعات ودفعات، يحفظون عن ظهر قلب الأقدميات، والأعراف السائدة فى مصنع الرجال وعرين الأبطال، ويثمنون عاليا، خبرة ضباط الصف (ناس شنبك كاجر) الذين سبقوهم، فى الوحدات المختلفة، دون إخلال بالضبط والربط.
-لن تضيع دماء الشهداء سدى، وهم يحفظون عن ظهر قلب قصيدة (الرائد) اللواء الركن يونس محمود -فك الله أسره- (شم الدم وقال حرم، تجرى تزازى طول الليل، ونحنا وراك مابننجم) وهو وقتئذ ضابطا صغيرا بالاستوائية، يقاتل الخوارج، ويلقنهم وجيشه دروسا فى التضحية والفداء.
-لن تضيع والجيش يحكى جيل بعد جيل فى عز وإفتخار موقف اللواء أبوكدوك الذى كان على إستعداد، أن لا يتوقف في حدود السودان، وهو يطارد الشفتة الأحباش اللصوص، لولا أن القيادة العامة طلبت منه الإكتفاء بتأديبهم لوجه الله دون أن يصل أديس أبابا التي كان على إستعداد لتسليمها خالية من العدو والصليح!!
– لن تضيع دماء الشهداء والجيش في سويداء قلب كل سودانى، وفي سواد عينيه، ومن يستمع لتسجيلات العميد الركن صلاح الدين محمد أحمد كرار، وهو يقدم درسا بليغا، فى حب الأوطان، ومكانة الجيش، وتاريخه المشرف، في البطولة والفداء. يدرك فى اي مدرسة تخرج، وفى اي مصنع تشكلت دواخله، سواء أن كان في الخدمة أو فى المعاش!!
-لن تضيع دماء الشهداء وفى جسد قحط حشرجات (خروج الروح) وهاهى (تخرب الموت بالرفسي) فتشكك فى بيان الجيش بشأن الغدر الحبشى بأسرى من الجيش السودانى، وإعدامهم، والتمثيل بجثثهم، وعرضها للفرجة!! وفى بال قحط مسيرة محكوم على فشلها الذريع دون تحقيق أهدافها الخبيثة، فى تفكيك الجيش، فاوحى لها شيطانها، بأن ماحدث ما هو الا فبركات لاجهاض (قيامة يونيو)!! إسم الدلع لمليونية، أو ألفية، أو مئوية، الثلاثين من يونيو، وعوضا عن تقديم واجب العزاء للجيش ولأسر الشهداء تراهم يشككون فى صحة الواقعة !!
-لن تضيع دماء الشهداء، وسعادة القائد العام، يقف مع جنوده فى خندق واحد، غداة إعلان إستشهاد نفر عزيز من أبناء الجيش غدرا!! فوجود القائد العام فى أكثر جبهات البلاد سخونة، وفى هذا الوقت الدقيق، يبعث برسالة تحذير لأربعة طويلة تقول:-
-بأن لا تلعبوا بالنار. فالجيش قد شَّمَّ الدم، وقال حرَّم !!
فَاذَا رَأَيْتُ نُيُوبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً فَلَا تَظُنَّنَّ انَ اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ