د. حمزة أحمد حمزة: التعليم والسلطة

معلوم للكافة إن نهوض أية دولة يبدأ من التعليم. فهنالك العديد من الدول التي لا تملك موارداً طبيعية ولا ثروة حيوانية ولا ذهب ولا بترول ولكن استطاعت بفضل سياستها التعليمية أن تستثمر في التعليم فصارت تنمو وتزدهر بسرعة الصاروخ. ومعلوم أيضاً أن إنتشار الجهل يمد في أمد الحكم الديكتاتوري. وحتى يتسنى للحاكم ذلك فلابد أن يتخذ سياسة تجهيلية التي من أهم مقوماتها تدمير المعلم والطالب.
بلد كالسودان حباه الله بثروة داخل وخارج الأرض يستطيع أن ينهض في زمن وجيز إن كان التعليم من أولويات حكامه. أضعفت الحكومات التعليم بتهميشها للمعلم .
وعندما يطالب الطلاب بأبسط حقوقهم يتعرضوا للضرب، كما حدث لطالبات جامعة الشيخ عبدالله البدري في مقطع (الفيديو) المنتشر علي مواقع التواصل الإجتماعي. الحقوق التي طالب بها الطلاب لم يكن من ضمنها إستقرار الكهرباء ولا الماء ولم يقم الطلاب بوقفاتهم الإحتجاجية وإضرابهم بسبب عدم توفير الإنترنت. ولم تكن البيئة الجامعية من أولوياتهم. هؤلا الطلاب ناشدوا إدارة الجامعة بتأخير تخريج الدفعة الأولى قبول عام 2016م من الجامعة لحين إكمال مقررات المستوى الخامس فقط. فهم يرون أنهم لم يكملوا بعض المقررات الخاصة بتخصصهم فما كان من إدارة الجامعة إلا وأن قامت بالإتصال بقوة نظامية وأمرتها بضرب الطالبات.
إن كنا في بلد يحترم المرأة قبل التعليم لكان لزاماً علي القائم في أمر التعليم في بلادي أن يقوم بمحاسبة إدارة الجامعة التي سمحت بدخول قوة نظامية للحرم الجامعي ومحاسبة منسوبها الذي تعدى على طالبات الطب بالعصي.
لا أظن أن يقوم وزير التعليم العالي بفعل يوازي جرم إدارة الجامعة ولا أظن أن تقوم القوة النظامية بمحاسبة فردها ولكني أعلم ان مكافأتهم ستكون بالشكر أو المال أو بالإستمرار في مناصبهم فهم يفعلون ما يؤمرون.
د. حمزة أحمد حمزة
زمالة التعليم العالي البريطانية