مسابقة عيون الشباب على التنمية

القيادي في الحزب الشيوعي كمال كرار لـ (الإنتباهة):

 لم نغلق الباب أمام الحوار مع الأحزاب

المجلس المركزي للتغيير ككتلة لن نجلس معه لأن التاريخ تجاوزه

 الشيوعي أبعد ما يكون عن التسبب في هذه الأزمة

حوار: هبة عبيد

* في مبادرة جديدة كشف الحزب الشيوعي عن عزمه عقد لقاءات مرتقبة مع حزب الأمة القومي وحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) الأسبوع المقبل، للتشاور حول الأزمة السياسية، وجدد الحزب تمسكه بعدم التحاور مع أية قوى سياسية تقاسمت الحكم مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، معترفاً في ذات الوقت بانه جزء من المتسببين في الأزمة السياسية الحالية نتيجة لفشل ائتلاف الحرية والتغيير في إدارة البلاد خلال فترتها في السُّلطة.. (الإنتباهة) طرحت بعض الاسئلة على القيادي بالحزب كمال كرار حول هذه المبادرة.

* في اي اطار تأتي اللقاءات المرتقبة للحزب مع حزب الامة القومي وحركة القوى الجديدة (حق)؟

ــ نحن لم نغلق الباب امام الحوار مع الاحزاب السياسية او قوى الثورة، وجميعاً كاحزاب منفردة نجلس ونلتقي معها ونطرح لها وجهات نظرنا في الوضع السياسي الراهن حتى نصل الى تفاهمات او نقاط مشتركة او مختلفة، ولكن اعتراضنا القائم معها منذ (25) اكتوبر والى يومنا هذا ان المجلس المركزي اصبح خلف التاريخ وانه واحد من الاخطاء الكبيرة التي ارتكبت في حق الثورة. وان المجلس المركزي تماهى مع برامج الانحراف مع السلطة والبرامج التي ادت إلى ان ثورة ديسمبر تصل إلى محطة الانقلاب العسكري، وعليه فإن المجلس المركزي كتلة واحدة لن نجلس معه، لاننا نعتبر ان التاريخ تجاوزه، ولكن احزاب المجلس المركزي بما فيها حزب الامة وقحت وخلافهم اي منهم يريد الجلوس مع الحزب الشيوعي ونطرح وجهة نظرنا في القوائم السياسية فان الباب مفتوح، وهذا اللقاء يأتي في هذا الاطار بان الاحزاب بصورتها المستقلة نجلس ونتفاوض معها مثل الحزب الشيوعي باعتباره حزباً مستقلاً.

* هل مازال رفضكم التشاور مع الاحزاب التي تقاسمت السلطة مع المؤتمر الوطني قائماً؟

ــ هذا موقف مبدئي من الحزب الشيوعي بأن هذه الاحزاب شاركت الانقاذ في ارتكاب جرائمها خلال ثلاثين عاماً، وكانت شريكة في الدماء التي سالت من مواطنين والقمع الذي حدث في 2013م او 2018م وخلافه الى لحظة خلع البشير، لانها كانت شريكة في الحكم، وعليه فهي تماماً مثل المؤتمر الوطني بالنسبة لنا، واذا الوطني اصبح محظوراً ومنبوذاً ويجب ان يحاكم فهي ايضاً اصبحت منبوذة ويجب ان تحاكم. فليس لها اي مجال للصعود الى سدة الحكم في الحكومة الانتقالية، وهذه رغبة البرهان والانقلابيين، ولكن هذه الرغبة سوف تتحطم على رأسهم بصخرة مقاومة الجماهير ومقاومة الحزب الشيوعي، وسوف نجتهد لاسقاط هذا التآمر على الثورة.

* هل الهدف الوصول الى وحدة جديدة لقوى الثورة؟

ــ اذا كانت هناك تفاهمات مشتركة ولقاء مع القوى الحليفة لنا في مركز التغيير الجذري فلدينا خط سياسي وجماهيري واحد لا مساومة لا تفاوض لا شراكة، وان تتواصل المظاهرات لحين اسقاط النظام وتكوين الحكومة الثورية وتحقيق شعارات ثورة ديسمبر، والباب مفتوح للانضمام لمركز التغيير الموحد، واذا كانت هناك جهات لديها وجهة نظر اخرى اذا كانت تفاوضاً او تسوية فلتذهب في رأيها، ولكن الشعب هو الذي سوف يحاسب والتاريخ سيحاسب، والايام سوف تثبت موقف الحزب الشيوعي وموقف التغيير الجذري.

 * في ما يتعلق باختياركم حزب الامة القومي فهو الآن يشهد انقسامات في الآراء؟

ــ حزب الامة احد الاحزاب الموجودة في المشهد السياسي، واذا كان في داخله بعض آراء تدعو الى التفاوض مع المكون العسكري او الاتجاه الى التسوية، وهناك آراء ترفض ذلك وتطالب بالتغيير الجذري، ومعظم جماهير حزب الامة تخرج الشارع وتقول لا، فإن هذا التباين داخل الحزب سيصل الى نتيجة واحدة، واذا كان يريد الانحياز الى الشعب السوداني فليس هناك طريق سوى التغيير الجذري، وهذا الحديث يجب ان يحسم داخل الحزب في اطار واحد، لأن المواقف الرمادية الشعب اصبح يتعامل معها بذكاء ووعي، وافضل للاحزاب الثورية ان تتلحم مع الجماهير والا تبيع دماء الشعب عن طريق التسوية من اجل المناصب والمخصصات، لأن التاريخ قريب وثورة ديسمبر شاهدة على الاحزاب التي كانت مع البشير، والتي حاولت إجراء التسوية الشعب نفاها وانتفض الى ثورته، ومن هذا الباب نحن نتحاور مع الاحزاب في سبيل تصحيح هذه المواقف والابتعاد عن التسوية والانحياز الى الجماهير في مقاومتهم ضد النظام.

* هل هناك ضمانات بالتزام تلك الاحزاب لتصحيح المسار؟

ــ المباحثات والتفاهمات هي التي تنتج الموقف الواحد، ولكننا لن نمل ولن نكل من ان نطرح الامر للجميع الى حين يقتنع الجميع بوجهة النظر هذه، والثورة لا تنتظر احداً بالحزب الشيوعي او غيره، فهي تمضي الى الامام، لكننا نبذل قصارى جهدنا في جمع اكبر طيف ممكن في سبيل التغيير الجذري.

* ما رأيكم في حال طالبت القوى الجديدة بالتسوية؟

ــ الحديث عن التسوية يعني خيانة دماء الشهداء وبيع الثورة بثمن بخس، لذلك اهل التسوية مهما بلغت اية مرحلة سوف يسقطون عندما يسقط انقلاب البرهان، وعندها لكل حادث حديث.

* اعتراف الشيوعي بأنه احد المتسببين في الازمة السياسية هل يعد خطوة للتراجع عن مواقفه السابقة؟

 ــ الازمة السياسية تعبير مضلل منذ (25) اكتوبر والى يومنا هذا، لأن الواقع يقول ان هناك انقلاباً عسكرياً اتى بالدبابة وقطع الطريق امام الفترة الانتقالية ورمى الوثيقة الدستورية في سلة المهملات، وبعدها فهو مسؤول عن القتل الجماعي الذي تم للشهداء، ومسؤول عن كافة الجرائم التي حدثت منذ (٢٥) اكتوبر الي يومنا هذا، وهدفه اعادة عقارب الساعة الى الوراء او انتاج عمل المؤتمر الوطني، وبهذا التوصيف فإن الحزب الشيوعي وآخرين يعملون على اسقاط الانقلاب عن طريق المواكب والاضرابات، ونحن لم نتسبب في هذه الازمة ولم نكن طرفاً في الانقلاب، وانما الداعمون له معروفون للساحة السياسية قبل الانقلاب، وهم مجموعة التوافق الوطني الذين تماهوا مع الانقلاب، والآن موجودون في مجلس السيادة ومجلس وزراء الانقلاب، والحزب الشيوعي ابعد ما يكون عن التسبب في هذه الازمة، بل بالعكس فهو من الاحزاب الموجودة لإنهاء الانقلاب او اسقاطه كما سقط نظام البشير.

* ما تعليقك على الدعوات للعصيان الشامل؟

ــ الثورة عندما تصل الى مداها سوف تصل الى العصيان المدني والسياسي، لكن هذا الامر يحتاج الى عمل في القواعد النقابية ووسط الناس حتى يصلوا الى هذه القناعة، والحزب الشيوعي ولجان المقاومة وعدد من القوى ذات المصلحة في التغيير الجذري خلاف النزاعات، لديها عمل حتى يكون العصيان السياسي شاملاً ويكون العصيان المدني ناجحاً.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى