مسابقة عيون الشباب على التنمية

محجوب مدني محجوب يكتب: منظمة الأمم المتحدة بين ورطة أهداف المنظمة وتحديات الواقع

 

 

يوافق اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة الدوري بنيويورك اليوم تحديات عظيمة بإمكان هذه التحديات أن تعصف بتاريخ ومستقبل هذه المنظمة بالكامل.
قضايا واهتمامات المنظمة منذ إنشائها لا تخلو من دور تقوم به للمحافظة على السلم والأمن الدوليين.
إن اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك اليوم الثلاثاء الموافق العشرون من شهر سبتمبر للعام ٢٠٢٢م إزاء الهجوم الروسي على أوكرانيا يعتبر تحديا لها في أن تكون أو لا تكون، فالأزمات الأمنية السابقة كان التدخل فيها نوعا ما يرسم حلا من الحلول، واستطاعت عبره هذه المنظمة أن تقول كلمتها حتى ولو لم تسمع، فإن كانت الأزمة خاصة برسم الحدود بين دولتين فقد وجدت هذه المنظمة الحل مغلفا  بكمية من القوانين والأدلة على حل النزاع، وإن كان مرتبطا باعتداء دولة على دولة، فلم يكن ذاك الاعتداء بحجم اعتداء روسيا على أوكرانيا، وهي التي لوحت باستخدام السلاح النووي، وبدأت في الإعلان عن تعبئة جزئية من أجل المزيد من الاعتداء، وتهاجم دولة مستقلة لا بسبب حجج واهية بل بسبب اعتداء مباشر يصرح بأنه يريد أن يزيل اسما يدعى أوكرانيا على خريطة العالم.
حتى اعتداء العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني له مبررات، وإن لم تكن مقنعة لأحد إلا أنها تدل في مجملها على أن اليهود يبحثون لأرض تأويهم وتمثلهم.
أما الاعتداء الروسي على أوكرانيا، فليس له سوى تفسير واحد وهو اعتداء دولة كبيرة على دولة صغيرة.
الاستيلاء على أرض مستقلة عن روسيا، فهذا المفهوم بعيد كل البعد عن أهداف منظمة الأمم المتحدة، فإن لم تستطع أن تصل فيه لحل، فأولى لها أن تحل هذه المنظمة.
أولى لها أن تعترف.
هذا الاعتراف الذي ظلت تخفيه في كل قضايا العالم.
فهي إن عجزت عن التصدي للعدوان الروسي على أوكرانيا، فليس هناك داعيا أن تتبنى أزمات الدول الضعيفة والفقيرة، فهذه الدول الضعيفة عضويتها ليست كعضوية روسيا، فإذا ثبت للمنظمة أن عضوا بحجم روسيا لا يتقيد ويلتزم بميثاق منظمة الأمم المتحدة، ولم تستطع الدول الأعضاء الأخرى أن تثنيه من خرق قوانينها وأهدافها، فليس هناك من سبب مقنع لاجتماعات هذه المنظمة.
ليس هناك من سبب لعضوية رؤساء العالم فيها اللهم إلا إن كانت تريد أن تثبت أن هذه المنظمة الغرض منها هو استقواء القوي على الضعيف.
تريد أن تثبت أن الغرض منها التدخل في شؤون الدول الضعيفة فقط باسم الأمن والسلام من أجل التحكم في شؤونها السياسية والاقتصادية. تريد أن تثبت أن الغرض منها أنها تمثل ذريعة الدول الكبرى حتى تظل مسيطرة على الدول الضعيفة الغنية بالموارد.
لقد انقلب السحر على الساحر في كون منظمة الأمم المتحدة لم تستطع ان تغير مجرى الحرب الروسية على أوكرانيا، وبذلك تكون قد ظهرت الحقيقة المخفية منذ أن تأسست هذه المنظمة في العام ١٩٤٥م وهي أنها سلاح ضد الدول المستضعفة فقط من أجل استغلالها والسيطرة على مواردها وشؤونها بل وثقافتها ومعتقداتها إذ لا يوجد أسوأ من اعتداء دولة على دولة مثل ما حدث مع روسيا ضد أوكرانيا. فدولة العراق حينما دخلت الكويت ووجدت منظمة الأمم المتحدة مسوغا في الهجوم عليها، فهجوم روسيا الآن على أوكرانيا ينسف كل مبدأ تعلقت به سواء منظمة الأمم المتحدة أو الدول ذات العضوية الدائمة فيها.
فصدام حسين على الأقل لم يكن لديه أسلحة كالتي هي مع روسيا الآن.
لم يكن لديه غازا وقمحا حتى يهدد به سلامة الغذاء العالمي.
لقد انكشفت اليوم باجتماع الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة عورة المواثيق الدولية. انكشفت عورة الدول التي تدعي بأنها حافظة للأمن والسلم الدوليين، فلتذهبوا جميعا إلى الجحيم بدهائكم و مكركم.
فإن كنتم تدافعون عن الظلم، وإن كنتم تدافعون عن حقوق الدول، وإن كنتم تدافعون عن السياسة العدائية الواضحة التي ليس فيها أي لبس أو غموض، فلا يوجد أسوأ من اعتداء روسيا على أوكرانيا، فلننظر نحن الذي قتل قائدنا صبيحة يوم العيد ماذا أنتم فاعلون مع فلاديمير بوتين؟!!
حقيقة التاريخ لن يرحم.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى