مدير الطوارئ ومكافحة الأوبئة بالبحر الأحمر لـ( الانتباهة): ظهور حالات حمى الضنك والشيكونغونيا في هذا التوقيت مؤشر خطير

حاوره : محمد أحمد كباشي
حذر مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بولاية البحر الاحمر د.هشام عثمان من انهيار الوضع الصحي بالولاية مع ظهور حالات مؤكدة لحمى الضنك والشيكونغونيا نتجت عنها حالتا وفاة بكل من طوكر وسنكات.
وقال في مقابلة مع (الانتباهة) إن الظهور المبكر مع بداية الخريف لهذه الاوبئة يعد مؤشراً خطيراً غير انه اكد استعداد ادارته للتصدي للاوبئة من خلال فرق مدربة ومؤهلة واشار الى ان الوباء من الامراض المستوطنة بالولاية مشيراً الى ان الحالات بدأت تظهر مع بداية العام قبل ان تنحسر بسرعة لكنها عادت مرة اخرى مع بداية شهر اكتوبر الماضي واشار الى ظهور نتائج ايجابية لحالات حمى الضنك والشيكنغونيا بمحليات سنكات وجبيت قبل ان تتمدد الحالات الى بورتسودان .
*كيف يبدو مجمل الوضع الصحي بالولاية ؟
-خلال الفترة الاخيرة ومن خلال الجهود المبذولة وانفاذاً للخطة التي وضعتها الادارة العامة للطوارئ بالولاية كانت النتيجة صفرية للملاريا بالولاية ولكن بدأت الان تعود مرة اخرى مع بداية الخريف لهذا العام مع ظهور عدد من الامراض ولعل الهم الكبير يرتكز الان في وضع التحوطات والاستعداد مبكراً في اعقاب ظهور حالات اصابة مؤكدة بمرض حمى الضنك والشيكونغونيا ونحن في الادارة العامة للطوارئ طوال فترة الخريف قابضين على الجمر
*متى كان اول ظهور لحالات مرض حمى الضنك والشيكونغويا بالولاية ؟
-هذه الامراض تعتبر من الامراض المستوطنة بالولاية وعند ظهورها يمكن السيطرة عليها ولكن دخلت نواقل جديدة من قارة اسيا وهذه لها فعالية عالية ما يزيد علينا في الادارة من اعباء المكافحة للقضاء عليها ولدينا فرق مدربة ومجهزة للتدخل السريع بكل المحليات متى ما وصل الينا بلاغ بوجود اصابة عن واحدة من هذه الوبائيات .
*وهل فعلاً ظهرت حالات لمرض الكنكشة ؟
-نعم ظهرت اول حالة لمرض الشيكونغويا او ما تعرف محلياً بالكنكشة في شهر اكتوبر الماضي بمحلية سنكات بعد ان تم ارسال العينة الى معمل استاك وبالرغم من انها حالة واحدة لكن نطلق عليها وباء خاصة وانه بعد هذه الحالة كثرت الشكاوى مع ملاحظة تزاحم المرضى بالمستشفيات
*في تقرير لوزارة الصحة الاتحادية اشارت الى وجود حالات اصابة بحمى الضنك بالولاية ضمن ثماني ولايات ما الموقف بالولاية ؟
-كما اشرت ان عدداً من الوبائيات مستوطنة بولاية البحر الاحمر ومن ضمنها حمى الضنك ودخلت عن طريق جدة ونسبة لمعاودتها كل موسم فقد اعتاد الناس عليها بخلاف عدد من الولايات اذ تعتبر من الامراض الحديثة ولذلك يصعب التعامل معها وتبعاً لذلك تزداد حالات الاصابة لكن على غير العادة فقد ظهرت حالات قبل البداية الفعلية للخريف وهذا مؤشر خطير ونحن كادارة نتوقع في هذا العام زيادة كبيرة في عدد الاصابات باعتبار ان الشدة الوبائية تصل بعد مرور خمسة اعوام من بداية الاصابة حيث شهدت الولاية في العام 2017 موجة عالية من الوباء بحمى الشيكونغونيا والضنك بمعنى انه خلال السنوات الخمس تضعف مناعة الناس هذا اضافة الى كثافة الناقل في المحليات
*هل هناك خارطة لانتشار المرض بالولاية ؟
-أهمية مدينة بورتسودان كمدينة ساحلية ومنطقة تعدين ومعرضة لتغيرات مناخية يجب النظر إليها في التخطيط الصحي ووضع الاعتبار في البرامج الموضوعة من المفهوم الوبائي الان سجلنا حالات في سنكات وجبيت وسواكن والقنب والاوليب وتأكيد حالة اصابة واحدة فقط يكفي لاعلان الوباء وحتى الان سجلنا حالتي وفاة احداهما بمحلية طوكر والاخرى بمحلية سنكات.
*الى جانب وبائيات الضنك والشيكونغونيا هل توجد اي وبائيات اخرى ؟
-نعم توجد وبائيات لكنها ليست بمعدل الخطورة ومع الجهود المبذولة نستطيع السيطرة عليها قبل ان تتسع دائرتها .
*هناك حديث عن انتشار وباء الكبد الوبائي ما مدى صحة ذلك ؟
-ليس بذات التضخيم فالتهاب الكبد الوبائي بعضه لا يرتقي الى درجة الخطورة بينما بعضها يشكل خطراً كبيراً خاصة التي تنتقل عبر الممارسات الجنسية هناك اصابة بالحبة ظهرت قبل فترة في عدد من المحليات ولكن بدأت في الانحسار اما جائحة كورونا فقد كانت ولاية البحر الاحمر من الولايات التي شهدت موجات عنيفة وايضاً استطعنا السيطرة عليها من خلال جهود مقدرة قامت بها وزارة الصحة بالولاية وادارة الوبائيات وكان ذلك بالاهتمام بالمخالطين ومتابعتهم واستطعنا من خلال ذلك ان نقدم تقريراً صفرياً حول الاصابة بجائحة كورونا .
*أين ملف الصحة المدرسية من خارطة الوزارة ؟
-بالضرورة ان تجد الصحة المدرسية كل الاهتمام والرعاية والدفع بها ليس لاجل صحة الطلاب فقط بل ان يكونوا شركاء معنا لتوصيل رسالة التوعية الى الاسر وقد نجحنا في ذلك بتوعية المجتمع بضرورة الاعتناء بالنظافة وتجفيف الترع وبالتالي محاربة الناقل سواء أكان بعوضاً او ذباباً
*نريد ان نتعرف على حقيقة نفوق اعداد كبيرة من الماشية خاصة الابل في عدد من المحليات ؟
-قبل فترة وردت الينا شكاوى بنفوق ابل بمحلية هيا وعقيق وتم تشكيل فرق عمل مشتركة بين اداراة الوبائيات والثروة الحيوانية لتقصي الحقائق حول الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان وتم اخذ عينات وجاءت نتيجة الفحص ان لا وجود لامراض مشتركة وهذه الامراض تخص الحيوان فقط ومن ثم تم توفير الدواء لهذه الحيوانات مع توعية المواطنين بضرورة اتباع الارشادات بعد ذلك تابعت ادارة الثرورة الحيوانية نتائج العلاج حيث اكد المواطنون التحسن الواضح مع انحسار نفوق الحيوانات.
*إذاً كيف يبدو الموقف الدوائي بالولاية ؟
-بحمد الله كل الادوية التي تأتي الينا عبر الامدادات الطبية متوفرة لكن ما يزعجنا صراحة النقص الواضح في دربات البندول مع تزايد طلبها هذه الايام كعلاج للشكيونغونيا وكما اشرت نتوقع ارتفاع نسبة الاصابات خاصة وان بداية الخريف بصورة جادة ومن هنا نناشد وزارة الصحة الاتحادية ومنظمات المجتمع المدني وحتى الاجهزة الاعلامية لاجل التوعية ونشر ثقافة الوعي نطالب من كل هذه الجهات وكافة الشركاء ان يتفاعلوا معنا وبالتأكيد نحن في الادارة العامة للطوارئ ومكافحة الاوبئة وبما لدينا من فرق جاهزة سنكون في مقدمة الصفوف ولن نألوا جهداً من شأنه ان يحد من انتشار الوباء ونعمل كذلك على تلافي سلبيات وباء الشكونغونيا والذي ضرب الولاية قبل خمسة اعوام مع امنايتنا بالصحة للجميع.