تمر به أكثر من (1500) شاحنة يومياً – طريق التحدي .. (شريان الوطن ينزف)!

عطبرة – بورتسودان : عبد الرحمن صالح
ظلت حالة من التوجس والقلق تسيطر على مواطني ولايات نهر النيل والبحر الأحمر بسبب سوء طريق التحدي (عطبرة – هيا – بورتسودان) في بعض المناطق ، عقب حصده لعشرات الأرواح منذ إنشائه، وبرغم الحوادث المؤسفة إلا أن أهمية هذا الطريق تزداد، نظراً لأنه صار يستخدم من قبل كل القادمين من بورتسودان وسواكن إلى الخرطوم وبالعكس، لجهة أنه يختصر المسافة والزمن من أجل الوصول لكثير من مناطق البلاد ، الأمر الذي يجعل لهذا الطريق الحيوي أهمية قصوى إذ أنه الشريان الذي يربط الوطن من كل نواحيه بميناءي بورتسودان وسواكن ولهذا السبب يزداد حجم النقل والضغط الذي يتعرض له ، إذ تمر به يومياً أكثر من (2000) عربة بمختلف أنواعها من(شاحنات وبصات وعربات صغيرة ودفارات) منها (1500) شاحنة، بحسب الإحصاءات منذ بداية مشروع دراسة العد الحركي والمسح المروري لشبكة الطرق القومية في السودان 2023م الذي أطلقته الهيئة القومية للطرق والجسور، بهدف إجراء عمليات مسح شامل للمركبات (نوعها والمواصفات وحمولة المركبة ونوعها والمصدر والوجهة)، لمساعدة الهيئة في تحديد وإختيار المسار المناسب للطريق، وتحديد التكاليف بناء على العد الحركي الذي تم عليه التصميم الهندسي ، لذلك بدأت الهيئة القومية للطرق والجسور ممثلة في قطاع نهر النيل في وضع حلول جذرية لمعالجة المشاكل والحفر التي تحدث في الطريق، وشرعت في إجراء عمليات صيانة وتأهيل له ضماناً للسلامة المرورية، وتقوم الهيئة ممثلة في قطاع نهر النيل بهذا العمل في ظل ظروف بالغة التعقيد ، ونقص مالي واضح ، لكن القطاع برئاسة مديره المهندس الشاذلي محمود علي أصر على القيام به حتى لا ينقطع هذا الطريق الحيوي.
خروج من الخدمة
وقال المهندس بالهيئة القومية للطرق والجسور رئيس قطاع نهر النيل الشاذلي محمود علي إن طريق عطبرة – هيا تأثر بصورة واسعة بالتشققات والكسور وأصبح في حاجة ماسة للصيانة لأهميته بإعتبار أنه طريق الصادرات والواردات وإلا كان سيخرج من الخدمة، وتابع لهذا السبب كان في مقدمة الطرق التي بدأت الهيئة القومية للطرق والجسور فيها أعمال الصيانة والترقيع لها ، ووعد الشاذلي في حديثه لـ(الإنتباهة) أن تنتهي صيانة طريق عطبرة – هيا كلياً من الكيلو (زيرو) إلى الكيلو 280 في غضون عام ، لجهة أن القطاع قام بتقسيم العمل في الطريق على حسب الحاجة والأولوية.
وأبان الشاذلي أن صيانة طريق (عطبرة – هيا) بدأت من كيلو (220) رجوعاً في إتجاه عطبرة ، وقال في غضون عشرة أيام تمت صيانة (12) كيلو مترا بمعالجة الرقع في الطريق إضافة الى عمل طبقة تسوية (2) سنتمتر ، وأوضح أن المنطقة من كيلو 186 الى كيلو (206) سوف يحدث بها قطع ويتم تأهيله بالكامل ، بتكلفة تبلغ أكثر من (15) ترليون جنيه، وقال إن الصيانة الحالية التي بدأ العاملون بالهيئة القومية للطرق والجسور فيها للطريق تتم بخلطة باردة من كيلو (زيرو) إلى كيلو (140) ، حيث أن بعض الحفر قد ظهرت في الطريق مؤخراً ، ووعد الشاذلي بالإنتهاء من هذه الصيانة خلال سبعة أيام ، وأشار إلى وجود تيم آخر من الهيئة القومية للطرق والجسور يعمل في الصيانة والتأهيل للطريق من كيلو (280) وراجع إلى (250) ، وأكد أن جميع الحفر بهذه المنطقة تمت معالجتها، وأشار إلى أن القطاع أكمل ثلاثة آلاف طن من الخلطة الأسفلتية التي تم التعاقد مع شركة ماستر لتوفيرها ومتبقي الآن ثلاثة آلاف طن سوف نواصل فيها ، وقال طلبنا زيادة ستة آلاف طن أخرى من إدارة الصيانة بالهيئة كي نواصل في تأهيل الطريق بدون توقف وصولاً للصيانة الكاملة ، وقطع الشاذلي بأنه خلال شهرين طريق عطبرة – هيا من كيلو (زيرو) حتي كيلو (280) سوف تتم صيانته بالكامل ، ما عدا قطاع التأهيل (20) كيلو من كيلو (186) إلى كيلو (206) ، وقال هذه المنطقة سيتم تأهيلها تأهيلاً كاملاً ويتم قطع الطريق فيها وإنشاء طبقات جديدة، وأضاف قائلاً: (خلال عام سوف يكون طريق عطبرة – هيا) تم تأهيله تأهيلاً شاملاً كاملاً .
هروب سيارات
ولأهمية طريق التحدي إذ أنه الشريان الذي يربط الوطن من كل نواحيه بمينائي بورتسودان وسواكن ولهذا السبب يزداد حجم النقل والضغط عليه، لذلك بدأت الهيئة في مشروع العد الحركي والمسح المروري ، لتحديد أولويات الصيانة للطرق الأسفلتية وإعادة تأهيلها، وبحسب الاقتصادي بالهيئة القومية للطرق والجسور مشرف محطة الدامر بطريق التحدي محمد إبراهيم محمد مختار فأن نتيجة العد الحركي والمسح المروري لمحطة الدامر بطريق التحدي كشفت عن مرور نحو (1500)عربة يومياً في الإتجاه نحو العاصمة الخرطوم منها ما يزيد عن (500) شاحنة و(600) عربة صغيرة و (70) بصاً، في وقت كشف فيه عن هروب السيارات من المحطات بنسبة تصل إلى 80 % في ميزان محطة سوبا من قبل الشاحنات مما يكبد الهيئة خسائر فادحة في الوقت الذي يعجزون فيه عن ملاحقة الهاربين لعدم وجود قانون يتيح لهم ذلك وأوضح ان هنالك عدم إلتزام من قبل بعض الشاحنات بالأحمال القانونية للمركبة (56) طناً وبخاصة في معبر أشكيت .
وأماط محمد اللثام عن دفع عدد من المشرفين على محطات العبور بمقترح للهيئة القومية للطرق والجسور بتحويل(10) محطات للعبور إلى بوابات الكترونية وإبعادها عن مدخل المدن، لجهة أن بعض المحطات داخل المدن يمر بها عدد من (المواتر) و(التكاتك) ، الأمر الذي لا يعطي قراءة حقيقية في العد الحركي الذي تستهدفه الهيئة للحركة في الطرق القومية، وأكد أن تحويل المحطات إلى بوابات الكترونية يمنع هروب السيارات ويمكن الهيئة من تحصيل وسداد الرسوم كاملة، وطالب محمد السلطات بسن قوانين رادعة لمستخدمي الطريق والهاربين منه ، وناشد محمد أصحاب الشاحنات بعدم تجاوز الأوزان المسموح بها.
ضغط شاحنات
أما بالنسبة للاقتصادي بالهيئة القومية للطرق والجسور مشرف محطة هوشيري بالبحر الأحمر صبري حسن الريح فأن المحطة عليها ضغط كبير ، كاشفاً عن حصر أكثر من (10) آلاف عربة منذ بداية العد الحركي والمسح المروري بمحطة هوشيري بمدخل بورتسودان، بمعدل يصل الى نحو (2000) عربة بجميع أنواعها من شاحنات وبصات وعربات صغيرة ودفارات في اليوم الواحد بالمحطة دخولاً وخروجاً من بورتسودان منذ بداية العد الحركي والحصر المروري، وقال في تصريحات صحفية نعمل منذ خمسة أيام وحصرنا فيها أكثر من (10) آلاف عربة بالمحطة، وأشار إلى أن أكثر العربات مروراً بالمحطة هي الشاحنات بمعدل مرور يومي يصل إلى أكثر من (1500) شاحنة.
وأشار صبري إلى أن محطة هوشيري عليها ضغط شديد، لجهة أن كل سيارات الوارد والصادر تأتي عبر هذه المحطة بورتسودان -سواكن – هيا – عطبرة – الخرطوم ، ونبه إلى أن كل نقاط التحصيل الأخرى متواجدة بالمحطة.
وأكد صبري أن عمليات العد الحركي والمسح المروري تسير بصورة طيبة وبدون معوقات. في وقت أقر فيه بوجود هروب، وصفه بالبسيط لبعض العربات الصغيرة من المحطة.