والي النيل الأبيض عمر الخليفة لــ(الإنتباهة): المشكلات التي تواجه الولاية متعددة وأبرزها ملف اللاجئين

(600) ألف لاجئ حسب التقديرات الأخيرة وفي بعض المحليات أصبحوا أكثر من السكان
لا أميل للسياسة وأقف من الجميع في الولاية على مسافة واحدة
الزراعة عموماً في السنوات الأخيرة لم تعد ذات عائد او تغطي تكاليفها
لم نسجل أي خرق للمنظمات في الولاية ونقوم بدورنا على أكمل وجه حيالها
همي كله المياه سواء كانت في الريف أو الحضر
حوار: محمد جمال قندول
* في ظل ظروف استثنائية معقدة يدير عمر الخليفة ولاية مترامية الاطراف ومتداخلة الحدود كالنيل الابيض، حيث يعكف الرجل على اكمال مشروعات كبيرة على غرار ملف المياه، كما انه استطاع ان يقود باقتدار كبير المتناقضات بولاية اشتهرت بانها منبع للقيادات السياسية ورجال المال والاعمال.
(الإنتباهة) قلبت اوراقاً عديدة مع والي النيل الابيض، حيث استنطقته بملفات المياه والحدود والمنظمات والانقسامات وغيرها، وكان الرجل واضحاً في اجاباته وحاضر الذهن، حيث استعرض افادات كانت كافية لوضع النقاط على الحروف، فالى مضابط الاسئلة والاجابات.
* مرحباً بك؟
ــ يا مراحب ورمضان كريم، وانقل تحياتي للشعب السوداني بصفة عامة ومواطني الولاية بشكل خاص عبر هذا المنبر، راجياً من المولى عز وجل ان يتقبل الصيام والقيام، وان ينعم على السودان بالامن والاستقرار، وان نستشرف افقاً للحلول وقيادة البلاد لبر الامان.
* ما هي ابرز التحديات والمشكلات التي تواجه الولاية؟
ـــ المشكلات التي تواجه الولاية متعددة وابرزها هاجس اللاجئين الذين يعدون من اهم المشكلات باعتبار ان عددية اللاجئين بدأت تتزايد في المعسكرات التي لم تعد تسع الاعداد الكبيرة، كما انه لا وجود لحصر دقيق لاعداد اللاجئين، وآخر حصر لهم كان اكثر من (250) الفاً، وكان ذلك قبل سبعة اعوام، والمقدر الآن يتراوح بين (500) و (600) الفاً، واذا نظرنا لاحجامهم خاصة الموجودين بمحليات السلام والجبلين نجد انهم اكثر من سكان المحليتين.
* النيل الابيض تربطها علاقات حدودية كبيرة مع دولة جنوب السودان.. ما انعكاسات ذلك على الاوضاع بالولاية؟
ـــ هي مشكلات آنية، اذ ان دولة الجنوب نفسها تعاني من صراع ما بين الحكومة والمعارضة، وبالتالي تعاني الحدود ما بين الدولتين من اشكاليات من المعارضة وبعض المسلحين ومتابعة المتفلتين ويخلق ذلك اشكاليات للولاية، اذا كان هؤلاء اللاجئون الذين بالولاية، حيث ان برنامج الغذاء العالمي قلص كميته من 35% التي كان يساهم بها الى 17%، وبالتالي اذا كانت المنظمات لم تقم بدورها في مجالات التعليم والغذاء والايواء فإن ذلك يخلق مشكلات بالولاية لها انعكاسات سلبية على السكان المحليين.
* ملف الزراعة بالولاية كان صعباً اذ ان هنالك معسرين دخلوا في السجون وآخرون هربوا.. فهل من معالجات تمت في هذه الناحية؟
ــ الزراعة عموماً في السنوات الاخيرة لم تعد ذات عائد او تغطي تكاليفها، خاصة ان السياسات الحكومية تجاه المزارعين غير واضحة، حيث ان هنالك اشكالية.. (واذا مسكنا القمح .. الناس اعتادت ان تزرع، وبالتالي سوف يضطر المزارع ان يقدم كل ما يملك او يستدين ليدخل الموسم الزراعي، وبمجرد دخوله معناها التكلفة التي بمجملها ستكون على عاتقه، ولكن مقابلها لن يجد شيئاً من العائد لعدم وجود سعر تركيزي للقمح، وهي مشكلة واجهت الناس العام الماضي وستواجههم الآن، بالاضافة لالتزامات بعض الجهات مثل البنك الزراعي، ومن المفترض ان تنعقد لقاءات تنسيقية بين وزارة المالية الاتحادية والولايات والبنك الزراعي، وذلك لتوفير كل المدخلات الزراعية باسعار معقولة، ويكون هنالك سعر تركيزي حتى لا يتكرر ما حدث.
* كيف تقيّم عمل المنظمات في الولاية؟
ــ ليست لديها علاقة بالشغل بالولاية لان هذا شأن داخلي.
* يعني ليست لديها خروقات؟
ــ لم تسجل اية خروقات ونحن نقوم بدورنا على اكمل وجه.
* ماذا عن ملف المياه؟
ــ مشكلة النيل الابيض العطش، ولكن الحمد لله رب العالمين، وهمنا كله في المياه خاصة للمواطنين في المناطق البعيدة، ونحن لا ندعي اننا قمنا بهذا العمل، والحمد لله تم التوفيق بان يكتمل هذا العمل في عهدنا، ومياه كوستي اكتملت وتبقى اكمال الشبكة الداخلية، حيث ان هنالك (20) كيلومتراً من المفترض ان تكون داخل الشبكة، وسيمتد ذلك للمناطق الطرفية لان كمية المياه في هذه المحطة عالية، اما بخصوص ربك فإن محطتها قطعت شوطاً كبيراً ونأمل ألا يتعثر تمويلها حتى يكتمل في الزمن المحدد، وان ينعم انسان ربك بمياه نقية ومتوفرة، وايضاً لدينا محطة مياه الدبيبة التي بدأها الايرانيون وخرجوا، ولكن ما تم الوصول لمرحلة طيبة، ويمكن لحكومة السودان وولاية النيل الابيض ووزارة المالية ان يقدموا شيئاً مفيداً في هذا المجال للدويم والقرى المحيطة بها، خاصة ان محطة مياه الدويم كبيرة جداً.
* ما هي إسهاماتكم في ملف المياه بالمحليات المذكورة؟
ــ نحن ليست لدينا اية مساهمة من الولاية لان كل المشروعات المذكورة اتحادية، الا ان نتدخل في بعض الاحيان مع المقاولين ونحاول ان ننسق معهم.
* بعيداً عن الولاية كيف تقرأ المشهد السياسي العام؟
ـــ انا السياسة ما عندي بيها شغلة ولا اصرح بها ولا اتحدث عنها ولا اريد ان ادخلها على موقعي كوالٍ، ولكن آمل أن ينظر الجميع لمصلحة الوطن حتى يمضي الناس للامام.
* حينما تقلدت لاول مرة مهام والي النيل الابيض هل واجهتك صعوبات، خاصة ان الولاية تعاني من حالة انقسامات كبيرة؟
ــ لا نقول صعوبات ولكن قد تكون انقسامات، وحتى في افضل العهود لا بد ان تجد انقسامات، وان هنالك آراء وكل واحد يحمي رأيه داخل الكيانات او المجموعات او الاحزاب التي تعاني من وجهات نظر متباينة، واعتقد انها ايضاً مشكلة عامة اصابت كل الولايات، ولكننا استطعنا ان نعبر هذا المطب.
* هل استطعت السيطرة على الانقسامات؟
ــ انا اتعامل مع الجميع بصورة واحدة وعلى مسافة واحدة، وليس لدي هدف من زيد او عبيد، بل اطمح الى ان يقدم الجميع ما يمكن تقديمه حتى تنجلي الامور وتعود الاوضاع لما كانت عليه بالحكمة والسياسة.
* ولاية النيل الابيض كلها او قل الغالبية ساسة ونخب، وانت على رأسها في مثل هذه الظروف.. فهل الولاية بحاجة للسياسة؟
ـــ طبعاً لا تستطيع ان تبعد السياسيين من المشهد، والنيل الابيض كما ذكرت لك اغلبهم سياسيون، وبالنسبة لي نحن نحكم بالادارة وليس بالساسة الذين ينبغي عليهم ان يضعوا السياسيات العامة للدولة ويتفقوا على ادارة البلاد والابتعاد لتدير البلاد الكفاءات، والسياسي لا يمكن ان يكون سياسياً ودستورياً وتنفيذياً، واذا نجح في واحدة لن ينجح في الاخرى.
* ألم تمارس السياسة في حياتك؟
ــ ابداً لم امارس العمل السياسي.
* ما لا يعرفه الناس عن والي النيل الابيض؟
ـــ لا اميل للسياسة وليست لدي اية انتماءات، وان كان لدي رأي في بعض الناس او الظروف او الاشياء، واذا وجدت شيئاً في غير محله انتقده مباشرةً.
* تطوافك كضابط اداري على عدد من محليات الولاية الى اي مدى اسهم في ادارتك للولاية؟
ـــ انا عملت في معظم المحليات الكبيرة الدويم والقطينة وربك وكوستي، كما عملت في بعض الوزارات المالية والبنية التحتية والثقافة والاعلام والشباب والرياضة، كما عملت في اقليم دارفور سابقاً، كل هذا اكسبني تجارب ومعرفة ادارية جعلتني اتعرف على مجتمعات عديدة ومختلفة، والشيء الذي لم تنجز فيه مشروعاً مثلاً كمدير تنفيذي بالامكان كوالٍ ان يتم انجازه وتراه بشكل افضل اذا اتيحت لك الفرصة، وان كان في الفترة الانتقالية ليس مطلوباً منا ان نقدم تنمية، ولكن بالامكان تقديم الشيء المتاح للناس، ونحن نسعى ونجتهد بشكل راتب لتحسين معاش الناس وايجاد معالجات لكل المشكلات التي تواجه المواطنين.
* قبل أن تغادر الولاية مستقبلاً هل من مشروع تود انجازه؟
ــ همي كله مياه الشرب سواء كانت في الريف او الحضر، واذا ربنا وفقنا في مدينة الدويم وربك وانجزنا هذين المحطتين ستشكلان اضافة كبيرة جداً للولاية، وهذا المشروع بالنسبة لي كالحلم وأسعى لتحقيقه.
* المنصب ماذا اضاف لك؟
ــ نحن لا نسعى لسلطة او مال ولا نريد المناصب, وجئنا خداماً لمواطني الولاية، وننشد العدل ونستشرف ان ننهض بالولاية ليبقى الاسم والسيرة خالدين، والمناصب ليست باقية ويبقى العمل الصالح.
* كلمة أخيرة؟
ــ شكراً لكم.