مسابقة عيون الشباب على التنمية

(الجيش) و (الدعم السريع).. هل تعصف الأزمة بالإطاري

عماد النظيف

تقرير: عماد النظيف
يبدو أن الخلافات بين الجيش والدعم السريع قد ألقت بظلال سالبة على المشهد والعملية السياسية الجارية، ووقفت حجر عثرة في الطريق صوب الخواتيم.
فالازمة بدأت في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وتباعدت المسافات في مواقيت الدمج، وفشلت كل الجهود لإيجاد حل وسط بين الطرفين، ليأتي انفتاح قوات الدعم السريع في مروي ليزيد الهوة.
وبالرغم ذلك تظل قضية اصلاح المؤسسة العسكرية واحدة من أهم قضايا العلمية السياسية، حيث لا تحتمل التسييس على طريق خذ وهات، وهي حزمة متكاملة ينبغي تنزيلها بشكل كامل لا يحتمل التجزئة.
(1)
وحول تأثير الخلافات بين العسكريين على العلمية السياسية يقول القيادي في الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) محيي إبراهيم جمعة لـ(الانتباهة) ان الاحداث الاخيرة كفيلة بأن تهدم العملية السياسية برمتها، وأكثر من ذلك حال استمرت حيث تنهار الدولة، واضاف محدثي انهم ظلوا يدعون لإلغاء الاتفاق الإطاري الذي كان سبباً في تفاقم الازمة السياسية ووضع المؤسسة العسكرية في موقف خلافي حاد، مشيراً الى ان البلاد لا تحتمل اي خلاف او مواجهة عسكرية، وأضاف قائلاً: (يجب الذهاب إلى صيغة جديدة وتأجيل مسألة الدمج إلى وقت لاحق)، واضاف محيي الدين قائلاً: (ان هنالك مبادرات مطروحة من قبل القوى السياسية، وسنشارك عبرها في نزع فتيل الازمة بين الطرفين)، مطالباً بضرورة ان يتنازل الجانبان لمصلحة البلاد.
ومن جهته قال المحلل السياسي الفاتح محجوب انه تم تقديم مبادرة من رئيس حزب الأمة القومي المكلف برمة ناصر، ودعا الى لقاء لقادة الاحزاب السياسية بقادة الجيش والدعم السريع في دار حزب الأمة، بينما قادت الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام مبادرة للتوسط بين قادة الجيش السوداني والدعم السريع، واشاروا الى ان وساطتهم تحرز تقدماً كبيراً لنزع فتيل الازمة ومنع حدوث الاشتباكات العسكرية.
ويعتقد الفاتح ان اية مبادرة سودانية قد تجد اذناً صاغية لأن قائدي الجيش والدعم السريع بالرغم من جاهزيتهما للقتال الا انهما غير راغبين في تطوير الامور نحو القتال، ولذلك لن يضيعا اية فرصة لصنع السلام، بشرط ان تكون المبادرة فيها من الحكمة ما يكفي لقبولها من الطرفين، وقد اثمرت مبادرة حركات اتفاقية جوبا للسلام في اقناع الدعم السريع بسحب قواته من مروي.
(2)
وتوقع الخبير الاستراتيجي أمين مجذوب انهيار العملية السياسية حال حدوث اشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
ويرجع مجذوب اسباب الخلاف الى فشل المفاوضات الخاصة بدمج الدعم السريع ضمن الاتفاق الاطاري، ويعتقد أن الدعم السريع شعر بأن موقفه ضعيف وحاول إدارة الأزمة  بافتعال مشكلات بتحريك القوات نحو مطار مروي، واضاف انه من الواضح انهم يبحثون عن ازمة للحصول على موقف قوي في المفاوضات القادمة الخاصة بالدمج وهذه هي اسباب التوتر والانتقال لمروي.
ويرى مجذوب أنه رغم التحشيد من الجانبين وضبط للنفس ومحاولة نزع فتيل الازمة، الا ان ذلك لن يتطور لمرحلة الصراع المسلح، لان الامر سياسي في المقام الأول وكل جهة تريد أن تدير أزمتها بافتعال أزمات أخرى.
واضاف مجذوب ان هنالك اعتبارات يراها الجميع بوجود مناورات جوية مشتركة في السابق، وأضاف قائلاً: (وصول الدعم السريع لمروي لوجود قوات اجنبية كلمة حق اريد بها باطل، لأن هذه ليست مهمة الدعم السريع)، ورأى أن الحلول تتمحور في ادارة الازمة السياسية بسرعة للوصول لاتفاق في مسألة الدمج ورفع التوصيات لتضمنها في الاتفاق النهائي وتكوين الحكومة المدنية، وأن وجود قيادة عسكرية عليها ضغط نفسي وشعبي وسياسي ليس من الصالح في هذه الفترة، ويجب ان تخرج المشهد السياسي وتسليم السلطة للحكومة المدنية، وحل الأزمة السياسية يحل كل الأزمة الاقتصادية والأمنية.
ونصح مجذوب الفرقاء المدنيين بعدم الدخول وسطاء لنزع فتيل الازمة، لأن قد يفسر بأنه لصالح طرف من الأطراف، ويجب جلوس قيادة القوات لحل الأزمة لأن لديهم لغة مشتركة.
وبالمقابل رأى مستشار رئيس الوزراء السابق أمجد فريد أن خلافات الدعم السريع والجيش وكل مواقفهم مجرد صراع على السلطة.
وقال أمجد: (إن الاثنين اتفقا على انقلاب ٢٥ اكتوبر وبعد ذلك اختلفا في توزيع المغانم، ومثل هؤلاء لا امان لهم، وتحسبهم واحدا وقلوبهم شتى، اما الدعم السريع ومواقفه فهي غير معنية بنجاح العملية السياسية من عدمها، بل هي مجرد قميص عثمان يستخدمه موقتاً).

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى