كل الناس د.هبة معتمد | دار الحنان

العطاء هبه ربانية لا يختلف بها اثنان ، قد يكون عطاء عينيا ماديا أو عطاء عاطفيا وعن الثاني اتحدث. فالعطاء العاطفي بالغالب يكون فطريا ويتوارث عبر الاجيال فالجدة الحنون العطفوف تأتي ببذرة مماثلة وهكذا حتى يكون العطف والعطاء سمة ملازمة للأسرة ، التقيت مؤخرآ بهكذا اناس، واطلقت عليهم “الناس الحنان”
بشاشة اللقيا عنوانهم أسعد كثيرآ بطريقتهم في القاء التحية تبدأ ب التهليل والتبريك ثم الاحضان الحنينة لعدة مرات ولا يزال لسانهم ينطق بالتهليل والترحيب لا ابالغ إن قلت إن هذا الأمر قد يستغرق دقائق كثر عند الباب.
حتى أصغر الاطفال لديهم حينما تسلم عليه يبادر بالأحضان كأنها فرض كفاية عليك .. هذا الدار على أتم استعداد بأي وقت فصواني الشاي والقهوة حااااااضرة في انتظار الضيف… واجمل كوب ماء ذلك الذي تتناوله لديهم وبماذا أوصف ؟ هل أوصف بساطة الصينية ام شفافية الكوب ام رائحة المسك…
ام تسابق افراد الاسرة في احضاره حتى الصغار منهم لقد تم تأهيلهم تماما إلى حسن الضيافة…
ادخل على زعيمة الاسرة كبيرة القوم حكيمة المقال سيدة في الثمانينات من العمر تجمل جبينها الشلوخ ويجمل رأسها المساير. والتفاصيل التي من حولها تجبرك على الوصف. فهي تجلس بسرير بلدي ملوكي (عنقريب) ملايات معتقة بالنقش القديم ب السرير لحاف بجانبه سبحة وحجر زاهي للتيمم وبجوارها طاولة بها كوز الماء البلدي. ودومآ بحضرتها زائر أو زائرة و بالغالب هي مستمعة أكثر من متحدثة وحينما تتحدث اغلب حديثها يصب في أكرام الضيف بالزوادة، صحن الفول مع البلح وكوب الشاي السادة بالنعناع لا يحلو إلا برفقتها…
أكثر ما يميز هذه الاسرة هو التمسك بالعادات الجميلة ، فأن قمت بزيارتهم عند الثامنة صباحآ تجد طقوس إعداد وجبة الغداء قد بدأت والبيت في كامل النظام و النظافة لا أدري هل متى تم كل ذلك ومتى يبدأ يومهم العملي أم ينطبق عليهم قول الحفاظ على الشيء يحافظ عليه وأعني النظافة هنا فالحرص على استمرارية النظافة يحافظ عليها….
الأمر الاهم هو مدى ترابط هذه الاسرة وحرصهم على التآلف فيما بينهم مؤشر العاطفة لديهم بأعلى مستوى عندما تحادث احداهن ويبدو الحديث مشوقآ لا اراديآ تجدها ممسكة بطرف توبك وتأتي غيرها بالوقوف على أقرب مدى لتكملة القصة وما إن تنتهي القصة تجد نفسك محاطا بكم هائل من الحميمية..
*أسرة الدموع* الدموع حاضرة في كل المشاهد إن غبت فترة عنهم كانت الدمعة غالبة في السلام وعند الانس والضحك يذرفوا الدموع مع الابتسامة.
أما الكم الهائل من الدموع يخرج مع الاحداث الدرامية والمسلسلات والافلام التلفزيونية…
هذه هي الشاكلة التي تكون مصدر حيرة بالمطارات الدولية فدموع السفر و الاستقبال هذا أمر آخر….
وبالرغم من كل هذه الدموع إلا انها لم تتمكن من جفاف العاطفة والمحنة….
جميل ان تكون محاطا بهكذا أشخاص تنسى معهم ضيق الحياة ورتابة الأيام لذلك زيارتهم واجب و رفقتهم فرض.
ابحث عن ناسك الحنان