قتل ونهب وحرق وموجات نزوح.. ولايات دارفور.. الأوضاع الأمنية على المحك

عشرات القتلى والجرحى بفور برنقا
وسط دارفور تدخل دائرة الخطر وقتل 9 أشخاص في كمين
تعزيزات عسكرية تصل حواضر المحليات وإعلان حالة الطوارئ بغرب دارفور
عصابة “الأفانتي” تُروع المواطنين بجنوب دارفور
شمال دارفور تهتز بسب الهشاشة الأمنية
الخرطوم :محمد أحمد كباشي
إلى أين تتجه الأوضاع الأمنية بولايات دارفور؟ سؤال يفرضه واقع الحال الذي تعيشه ولايات دارفور بلا استثناء إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تحمل الأخبار عن حادث قتل أو نهب أو صراع قبلي وهكذا يبدو الملف الامني بالاقليم يقف على المحك على ان أحداث محلية فوربرنقا كانت هى الاسوأ وتصاعدت وتيرة الأحداث بولاية غرب دارفور وتوسعت دائرتها عما كانت عليه خلال الأيام الماضية.
ولم تمنع حرمة الشهر العظيم ضعاف النفوس من الانتصار لذاتهم، تأبى أشباح الموت أن تفارق دارفور، ولم تمر فترة أو برهة من الزمن إلا على دم مهدر أو روح بريئة تفيض عبر فوهة البندقية ليتمدد الاقتتال وتتسع دائرته وربما لأتفه الأسباب
غرب دارفور مسرح الأحداث
وشكلت محلية فوربرنقا مسرحاً لأعمال عنف في عدد من الأحياء
فيما لم يتم حصر الخسائر حتى لحظة كتابة التقرير وما زالت النيران مشتعلة بحسب شهود عيان تحدثوا لـ”الانتباهة” بينما أجبرت أعمال عنف كثيرين من السكان على البقاء داخل المنازل فضلاً عن بعض المحال التجارية والورش وما زالت أحياء واسعة بالمدينة تعيش حالة رعب وذعر فقد وضعت الأحداث الولاية على سطح صفيح ساخن وواجهة الأحداث مرة أخرى في ذات الأثناء يعم حاضرة الولاية هدوء حذر.
وسط دارفور في دائرة الأحداث
وامتدت ألسنة اللهب لتطال عمليات النهب المسلح والقتل ولاية وسط دارفور فقد شهدت منطقة أم شالاية بمحلية ازوم بولاية وسط دارفور مقتل 9 أشخاص وجرح 5 آخرين كانوا ضمن فزع يلاحق مجموعة نهبت 50 رأساً من الأبقار وقعوا في فخ محكم نصبه لهم الجناة.
وقتل شخصان على الأقل في طريق عمار- قارسيلا بمحلية وادي صالح بولاية وسط دارفور من قبل نهب مسلح.
وأقدم مجهول على ذبح طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً بحي تاري شمال غرب زالنجي ولم تتكشف حتى الآن دوافع ارتكاب الجريمة ومن الفاعل .
وأكدت مصادر لـ”الانتباهة” أنه تم نقل جثمان الطفل إلى مشرحة مستشفى زالنجي لإجراء اللازم.
وتعرض مواطنون في طريقهم من زالنجي إلى منطقة تمر بول جميل لحادث تمت خلاله سرقة هواتفهم ومبالغ مالية.
شمال دارفور .. حصاد التفلت
وفي ولاية شمال دارفور أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين مقتل نازح، بحامية كوبي الواقعة في محلية كبكابية.
نهب مرتبات موظفين
وفي محلية الكومة بولاية شمال دارفور قُتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرون، بعد أن أطلق المسلحون أعيرة نارية على سيارة تتبع لمصرف الادخار فرع الكومة الاسبوع بمنطقة (لوابد) شرق الفاشر حيث تم الاستيلاء على مبالغ مالية تخص موظفي المحلية تقدر بحوالي ٦٠ مليوناً (مليار) وتم تدمير السيارة واصدرت لجنة امن شمال دارفور بياناً حول أحداث ام كدادة والكومة وكشفت تفاصيل الاحداث التي شهدتها محلية ام كدادة والطريق القومي الرابط بين الفاشر والكومة راح ضحيتها 8 أشخاص أربعة من محلية ام كدادة واربعة اخرين من الكومة.
ظهور عصابة “الأفانتي”
وفي مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أقدمت مجموعة مسلحة، عُرفت باسم (عصابة الأفانتي ) على نهب محطة وقود الوطنية مبلغ (8) ملايين جنيه،
وكشفت مراسل الصحيفة بولاية جنوب دارفور محمد المختار عن تصاعد التفلتات الأمنية داخل نيالا لأكثر من ٣ أشهر من قبل “عصابة الأفانتي” والنهب المسلح.
فوربرنقا تشتعل
أحداث ولاية غرب دارفور المتتالية وآخرها حادثتا فوربرنقا وحي الجبل مربع 6 لا تخلو من ذات المشاهد بل كانت أكثر فظاعة ووحشية القتل بلا رحمة ولا ضمير فكيف لا يفعل مثل ذلك وقد أمن الجاني العقاب بالدنيا، أرواح تزهق ودماء تهدر وأعمدة الدخان وألسنة الحريق تلتهم المنازل بالأحياء وأطراف الفرقان.
اندلاع العنف
ويوم الإثنين الماضي دارت رحى الحرب اللعينة في فوربرنقا وحصدت أرواحاً بريئة، وفي الجنينة قتل ذلك الشاب الغض حارن وهو يقود ركشته ليجمع شتات الرزق، إلا أن رصاصات الغدر قد استقرت على جسده النحيل، ليفارق الدنيا للأبد.
مسلسل الموت
بالرجوع للماضي القريب فقد شهدت ولاية غرب دارفور أحداثاً مأساوية في كل من كرينك وكرندنق واحد واثنين، وجبل مون وتندلتي، فوربرنقا والجنينة وغيرها وخلفت وراءها اكثر من الف قتيل وأعداد من الجرحى فضلاً عن ارتفاع نسبة النزوح.
بداية الشرارة
وتعود الأحداث مجدداً للواجهة بعد حالة هدوء شهدتها الولاية لفترة حيث عادة تنتهي الاحداث بانتهاء الاثر وبدأت حالة الصراع هذه المرة عندما قُتل شاب ونهب هاتفه من داخل منزلهم من قبل مسلحين على ظهر موتر ، وذلك يوم الأحد 18 رمضان الموافق 9 أبريل 2023م بمحلية فوربرنقا غرب دارفور ، حيث تعود تفاصيل الحادث بينما كان الشهيد داخل منزله تم الاتصال به من قبل الجناة ليخرج أمام باب منزله فلما خرج أطلق عليه النار ونهبوا هاتفه وفروا هاربين وتم نقله الى المستشفى بغرض اسعافه وقبل أن يفارق الحياة أدلى الشهيد بمعلومات بتفيد عن المجرمين ومن ثم فارق الحياة وسط حزن شديد من أسرته.
حالة توتر
وفي يوم الإثنين الماضي قتل شخص داخل محلية فوربرنقا وذلك امتداداً للحادث السابق، الأمر الذي أدى إلى اغلاق السوق بالكامل وحالة من التوتر الأمني، حيث جاء أهل القتيل الأخير يجوبون الشوارع بالمواتر وهم مسلحون، اثار ذلك قلقاً وتوتراً شديدين ومن ثم شنوا الهجوم وحرق عدد من البيوت بحي (السلام ) و حي (الشاطئ) والتعاون والمدينة المنورة وصاحبت هذا الهجوم أعمال النهب والسلب بصورة واضحة ونزوح أعداد كبيرة من الأسر إلى أحياء متفرقة بحثاً عن ملاذ آمن، والحصر جار عن الخسائر البشرية والمادية.
عمليات نهب
ونهب مسلحون عربة تجارية في الطريق بين منطقة ضل اللحم، وكندبي التابعة لمحلية سربا بولاية غرب دارفور وأفادت الأنباء بأن فزعاً من الاهالي تتبع الأثر إلى أن وصلوا منطقة “مولي” التي تقع جنوب غرب الجنينة واستطاع الفزع القبض على الجناة وتم اقتيادهم إلى نقطة شرطة وحدة كندبي الإدارية وتم وضعهم في الحراسة.
مجزرة بشرية
تفاجأت الشرطة بالهجوم الكاسح من قبل مسلحين بعدد خمسة عربة لاند كروزر مما ادى إلى استشهاد عدد خمسة أشخاص من بينهم رئيس القسم المساعد عثمان عيد عبدالبنات، والمواطن بريمة، والمواطن، محمدين حجابة وآخرون، واصابة ثلاثة آخرين وتم اخذ الجناة عنوة من الشرطة.
حصار وانتشار
وأفاد مصدر لـ”الانتباهة” أن مجموعة مسلحة انتشرت بصورة واسعة وفرضت حصاراً محكماً على جميع الطرق وحالة من التوتر والقلق وسط المواطنين.
حادثة الجنينة
قتل شاب في مدينة الجنينة حي الجبل مربع 6 الاثنين 19 رمضان الموافق 10 أبريل وافادت المصادر بأن مسلحين أطلقوا النار على رأس الشهيد بينما كان يقود ركشته وحتى لحظة كتابة الخبر فإن دوافع وملابسات القتل غير معروفة مما أثار الخوف والهلع وسط مواطني حي الجبل تحسباً لاندلاع أي اعمال عنف بسبب مقتل هذا الشاب.
انفلات أمني
وشكا مواطنو محلية جبل مون بولاية غرب دارفور من تكرار الاعتداءات و أحداث النهب للعربات التجارية من قبل مجموعات مسلحة على ظهور المواتر في الطريق بين الجنينة وجبل مون، حيث أدانت تنسيقية العقدة والشوش بمحلية جبل مون في بيانهم حالات الانفلاتات الامنية التي تحدث ضد المدنيين العزل، حيث وقع حادث نهب مسلح يوم السبت 17 رمضان الموافق 8 أبريل 2023م على عربة تجارية متحركة من جبل مون إلى الجنينة بالقرب من منطقة “بورتى” من قبل مليشيات مسلحة يستقلون دراجات نارية وتحت تهديد السلاح تم نهب مبلغ حوالي(3 ) ملايين جنيه سوداني من الركاب فضلاً عن الاستفزازات التي تحدث من حين الى آخر من مظاهر القتل والنهب اليومي نتيجة لغياب المحاسبة والمساءلة القانونية.
إعلان الطوارئ
ولكبح جماح ظاهرة الانفلات الأمني المريب بولاية غرب دارفور فقد أصدر والي الولاية خميس عبدالله ابكر قراراً بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال في جميع أنحاء ولاية غرب دارفور ويعمل به من تاريخ التوقيع عليه اعتباراً من يوم الاثنين ولمدة اسبوعين من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السابعة صباحاً، ويسري هذا القرار في جميع أنحاء الحدود الجغرافية لولاية غرب دارفور.
الحال من بعضه
وأفاد المصدر(م.ا.م ) بتعرض عربة تجارية تتبع للمواطن حسن عبدالمجيد الى عملية نهب مسلح بين محلية السريف بني حسين بشمال دارفور ومنطقة “ام جروة” بالقرب من “ام خور” من قبل اثنين من الجناة على ظهر موتر، حيث نهبوا من الركاب مبالغ نقدية وهواتفهم الشخصية والامتعة ولاذوا بالفرار. وذلك بتاريخ 18 رمضان الموافق الأحد 9 أبريل2023م.
تدخل المركز
على خلفية أحداث منطقة تندلتي التابعة لمحلية الجنينة في نهاية مارس الماضي فقد تلقى نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، تنويراً مفصلاً من الفريق أول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر، وزير الداخلية، مدير عام قوات الشرطة.
وأكد وزير الداخلية، تشكيل لجنة تحقيق حول الاعتداءات، بشأن رفض الشرطة استلام المتهمين، مشيراً إلى وصول تعزيزات كبيرة من الأجهزة الأمنية، مما أسهم في عودة الحياة إلى طبيعتها، معلناً عن تحريك وفد برئاسة مشرف ولايات دارفور، الفريق شرطة أمير عبد المنعم، للوقوف على الأوضاع، ترافقه فرق فنية، من المباحث والتحقيقات والأدلة الجنائية.
كارثة إنسانية
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان، عن مقتل 6 أشخاص، وفرار أكثر من 30 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، جراء أحداث منطقة “تندلتي” بولاية غرب دارفور. وكانت منطقة “تندلتي” التابعة لمحلية الجنينة بولاية غرب دارفور، تعرضت خلال الأيام الماضية لهجوم من مليشيات مسلحة على خلفية مقتل شخصين على يد فزع أهلي كان يتتبع أثر جناة قتلوا تاجراً بالجنينة.
أين هيبة الدولة؟
أحداث العنف وثقافة الموت التي تسيطر على عقول الناس إن لم تجد وازعاً دينياً نابعاً من القلب، وضميراً إنسانياً يقظاً، وقانوناً رادعاً وإرادة حقيقية لتنفيذ العدالة فإن طوفان الفوضى قد يعم .
وضع مأزوم
وقال المدير التنفيذي لمحلية فوربرنقا محمد حسين تيمان في تصريح مقتضب لدارفور 24 ان هناك اطلاق نار مكثف صوب حي التضامن شرقي المدينة بجانب اشتعال النيران.
واضاف الان القوات الامنية متجهة الى منطقة اطلاق النار ووضعنا لا يسمح بالتصريحات اكثر فيما اشار شهود عيان أبلغوا “الانتباهة” عن تناثر عدد من الجثث وسط الأحياء والأسواق وأضافوا ل “الانتباهة” أن الوضع انفجر بصورة أسوأ عما كان بالأمس مع توقعات ان يرتفع عدد الضحايا الى العشرات
واندلعت مواجهات مسلحة- الاثنين- بمنطقة فوربرنقا على خلفية مقتل شخصين في حادثين منفصلين يومي السبت والأحد.
حالة نزوح
في غضون ذلك أرسلت القوات الأمنية تعزيزات عسكرية كبيرة الى منطقة فوربرنقا بينما خلت شوارع المدينة من المارة وشوهد عددٌ من اصحاب المحال التجارية يحملون اسلحة لحماية محالهم من عصابات النهب. ونقل شهود عيان ان هناك تجمعات قبلية كبيرة في أطراف المدينة فيما نزح مواطنو الأحياء الشرقية الى وسط المدينة وغربها .
إغلاق الأسواق
وتم نشر قوات عسكرية في مداخل مدن غرب دارفور والمؤسسات الرسمية بالولاية، بالإضافة إلى وصول تعزيزات أمنية لمنطقة “فوربرنقا” جنوب مدينة الجنينة مع هدوء حذر في مدن ولاية غرب دارفور عقب إعلان حالة الطوارئ بالولاية في وقت تم إغلاق المحال التجارية والأسواق والمدارس في مدينة فوربرنقا مع استمرار موجة النزوح من الأحياء الشرقية التي شهدت الاشتباكات إلى وسط المدينة.