مسابقة عيون الشباب على التنمية

يا أهلنا في السودان: لقد قرن الله البلاء بالبشرى.

عادل عسوم
قال الرحمن الرحيم:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة 155.
خوف…
وجوع…
ونقص من الأموال…
ونقص من الأنفس…
ونقص من الثمرات…
أليس هذا حالنا اليوم؟
إنه ابتلاء من ربنا، والله يبتلى الناس على قدر ايمانهم، الأمثل فالأمثل، عن مصعب بن سعد، عن أَبِيه، قال: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟، قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
لقد أكد الله هذا البلاء والامتحان بلام القسم في قوله سبحانه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) لتوطين الأنفس عليه، وقدم الابتلاء بالخوف لأنه من أعظم المصائب وأشدها وأقساها وقعاً في النفوس.
وقوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) معطوف على قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا) في الآية 45 من ذات السورة:
{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} البقرة 45
اللام للقسم، والنون للتوكيد، أي: والله لنبلونكم، فالجملة مؤكدة بالقسم، واللام، ونون التوكيد!.
إنه قدر الله بأن يربي نفوسنا بالبلاء، وبامتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد، وبالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات، لا بد من هذا البلاء ليؤدي أهل السودان ضريبة الوطن، ليعز على نفوسنا بمقدار ما أدينا في سبيله من تكاليف.
والشدائد تستجيش مكنون القوى ومذخور الطاقة، وتفتح في القلب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن في نفسه إلا تحت مطارقها.
والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون والران عن القلوب.
بني وطني:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
الأوطان تصبح رخيصة عندما لا يؤدي أصحابها تكاليفها، وبالتالي يكثر الطامعون وتتداعى الأكلة إلى قصعتها، وكلما زاد البذل والحرص عليها تصبح أعز في أعين وقلوب أهلها. وعندها يدرك الكائدون أن معادن أهلها لن تصهرها نار بارودهم الذي دعموا به الخونة فيها.
وبحمد الله فإن ذلك مرهون ببشرى عظيمة، اذ يقول الله تعالى:
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ° الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ° أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} سورة البقرة 155- 157.
يأمرنا بالصبر…
ويأمرنا بأن نلوذ ونستعين بالصلاة…
ويأمرنا بأن نقول:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أسأل الله الحنان المنان أن يحفظ السودان من كيد الكائدين، وأن يحقن الدماء، وأن يكتب الهداية لكل من ناصر بحسن نية؛ ثم تبينت له الآن الخيانة في أجلى وأوضح صورها، ومن لايتبين ذلك فإن في عينه رمد وعلى قلبه غشاوة، اليوم لا (أعراف) مابين جنة ونار، اليوم لاموقف رمادي، ولا (مسك للعصاية من النص)، فإن بقاء الأوطان مرهون ببقاء جيوشها.
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
adilassoom@gmail.com

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى