مسابقة عيون الشباب على التنمية

محجوب مدني محجوب: الأزمة فيمن يقود البلاد

ان اريد الا الاصلاح

محجوب مدني محجوب

الأزمة فيمن يقود البلاد

للذين يتحدثون عن أزمة الدعم السريع وعن أزمة قوى الحرية والتغيير وعن أزمة ممن ينتسبون لثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م هؤلاء جميعا ليسوا سببا للأزمة، وإنما هم نتيجة من نتائجها وأثر من آثارها.

إذا تم التخلص من الأزمة اختفى الدعم السريع واختفت كل الظواهر السالبة من البلد.

القضاء على الدعم السريع لن يحل أزمة السودان، وإنما القضاء عليه سيولد العشرات من الدعم السريع.

كذلك محاولة إيقاف سياسة قوى الحرية والتغيير ومن لف لفهم في عدم إدخال العالم في شأننا الداخلي ضياع للوقت؛ لأننا بمنعهم سنحفزهم أكثر وسيزدادون في تعاملهم مع كل أطياف التدخل الخارجي.

كذلك قمع الثوار وقتلهم لا يفعل سوى تأزيم الأزمة، وسوف يكون بمثابة الزيت الذي يشعل فتيل الثورة.

لا حل لكل هذه الأزمات إلا بنقطتين كلما اقتربنا من هاتين النقطتين خففنا من تلك الأزمات، والعكس صحيح، فكلما ابتعدنا منهما تفاقمت الأزمات ومن لم يقتنع فلينظر لواقعنا:

الأولى: أن الحكم لا بد أن يكون مدنيا، فنحن مختلفون حول هذه النقطة، وما لم نتفق عليها ستظهر كل الأزمات بشكل أو بآخر.

بعد الاتفاق على هذه النقطة يأتي بعد ذلك آلية تنفيذها.

النقطة الثانية:

الاقتناع التام بعدم العودة إلى النظام البائد.

فكل من ينتسب إلى النظام البائد عليه أن يستعد للمنافسة في حكم البلاد مدنيا بثوب جديد، ويقدم نفسه للناس من دون خبث أو كيد، فإن قبل به فبها ونعمت، وإن لم يقبل به، فليحاول وليحاول إلى ما شاء الله.

هاتان هما النقطتان اللتان تقودان لاستقرار السودان وتحميانه من أي تدخل خارجي تستخدمه القوى السياسية كسلاح تواجه به رفض المدنية.

كما تقوم النقطتان بالقضاء على كل قوى عسكرية تستخدم السلاح لفرض سيطرتها مقابل القوى العسكرية التي تريد أن تحكم البلد.

وأهم من يظن أن الدعم السريع قوة يمكن التخلص عليها بمجرد التخلص من قيادتها ومن قواتها.

فهي على أحسن الفروض سوف تتحول إلى حركة مسلحة تضعضع وحدة واستقرار السودان وتكون نواة ووسيلة لكل متربص بالبلد.

هذا إذا تم التخلص من قيادتها أما إذا ظلت قيادتها موجودة في الساحة، فالله وحده من يعلم بمآلات ما تحدثه في السودان.

كما أن الحديث عن أن عناصر موجودة بالجيش ينبغي التخلص منها من أجل ان يقوم الجيش بدوره في حماية الأرض وفي حماية المنظومة السياسية المدنية لا ينبغي أن يفسر هذا الحديث بأنه دعوة لتفكيف الجيش إذ أن هذا التفسير فكرة شيطانية يبثها من يستغل الجيش لتحقيق مصالحه.

كذلك الدعوة لحكم مدني لا ينبغي أن يفسر بأنه دعوة لسلب سيادة ومعتقد وثقافة البلد، فهذا كذلك تفسير شيطاني يبثه من يريد أن يحكم ويسيطر وحده على السلطة.

الصراع القائم بين الجيش والدعم السريع الآن ما سببه؟

لا أحد يدعي بأن الدعم السريع يسعى لأن يكون بديلا للجيش ولا قادته يقولون بذلك.

لم يبرز الدعم السريع ولم يتجرأ لضرب القيادة العامة إلا بسبب أن من يتولون قيادة الجيش يريدون من الجيش أن يكون حزبا يحكم البلد.

يريدون منه جيشا في الظاهر فقط أما في حقيقة أمره يريدون منه حزبا سياسيا يحكم البلد.

ويا ليتهم يريدون تحقيق هذه الغاية بالسعي لها على أسس وقواعد واضحة وظاهرة، وإنما يسعون لها بالكذب والخداع وبالمتاجرة بقوى وثروات البلد ويسقونها بدماء شباب وشابات الوطن.

إن الاقتراب من التأسيس لحكم مدني يبعد مباشرة كل الأزمات التي تهدد أمن واستقرار البلد.

فهو بمثابة المبيد الذي يقضي على كل الحشرات.

أما السعي لقتل الحشرات حشرة حشرة، فلن نصل به إلى أي نتيجة سوى توالد المزيد من الحشرات.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى