مشاوير / ويستمر الحريق

(1)
ويزداد الحريق اورا يوما بعد يوم ولا صوت يعلو فوق صوت المدافع والرصاص الذي يتواصل برغم ما اعلن من هدن يتفق عليها طرفي النزاع ويخرقانها في مهدها، وقبل ان تبدأ حتي، وبين كر وفر تتواصل المعارك الضارية، لتطال الاحياء السكنية وتحصد من بقي فيها من سكان، فاغلب السكان هجروا مساكنهم بعد ان استولي عليها جنود الدعم السريع واتخذوها مرتكزات ومخازن سلاح ومواقع اتصال الا ان قواتنا قوات الجيش الباسلة كانت لهم بالمرصاد تلاحقهم اينما فروا وارتكزوا لتكبدهم الخسائر الفادحة في العتاد والاليات والارواح،
(2)
يستمر الحريق برغم مناشدات الالية الثلاثية والرباعية وبرغم مناشدات الدول الصديقة والشقيقة وبرغم ضغوطات الامم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، يستمرالاقتتال و خروقات الهدن المعلنة من الطرفين لوقف اطلاق النار خصوصا والوضع الإنساني بات كارثيا وينبئ بالاسوأ حال اطالة امد الحرب واستمرارها فمحطات المياه تعطلت والاسواق تم نهبها والمستشفيات اصبحت خارج الخدمة وتجار الازمات اصبحوا يبالغون في اسعار الضروريات من المواد الغذائية والاستهلاكية،
(3)
المرضي يئنون والجرحي يتألمون واصحاب الامراض المزمنة اصبحوا يتمنون الموت لانقاذهم مما يعانون، خصوصا مرضي الفشل الكلوي الذين لا يمكنهم الوصول الي مراكز الغسيل بالمستشفيات لان الطريق ليس امنا كذلك الكوادر لا يمكنهم الوصول للمستشفيات واذا جازفوا ووصلوا فان النقص الحاد في الدواء والمحاليل الاسعافية وتكدس المستشفيات والمراكز بالجرحي والمصابين والذين لا يجدون العناية الكافية، كلها ظروف انسانية بالغة التعقيد تستوجب وقفا عاجلا للحرب التي لا طائل منها سوي مزيدا من النزيف والحريق والدمار،
(4)
نزح الاهالي خارج العاصمة بحثا عن ملازات امنة وفرارا من الةالموت التي لا تبقي ولا تذر، نزحوا وقد تهدمت بيوتهم وفقدوا اعزاءهم وكل ما يملكون نزحوا وتركوا العاصمة تحترق واعمدة الدخان تعانق السماء واثار الدمار والخراب للبني التحتية والمباني وكل شئز اصبح اطلالا يحتاج لاعوام واعوام لتعميره في بلاد تعاني اصلا من انهيار اقتصادي رهيب قبل الحرب فلك ان تتخيل عزيزنا القارئ الكريم كيف يكون الحال بعد ان قضت الحروب على الاخضرواليابس،،
(5)
تم إجلاء رعايا كل الدول الغربية والعربية والافريقية وبعثاتها الدبلوماسية واقفلت كل السفارات ابوابها وسارعت امريكا باجلأد رعاياها ودبلوماسيها بطائرات حربية وكذلك كوريا الجنوبية لتتبعها باقي الدول عن طرق البر الي بورتسودان ومنها الي جدة عن طريق السفن التي وفرتها المملكة بمبادرة كريمة ووفرت معها كل الخدمات الايوئية والصحية والغذائية وكل سبل الراحة لرعايا الدول بلا استثناء مما حدا برؤساء كل الدول التي وصلت رعاياها عن طريق المملكة العربية السعودية لشكر حكومة وشعب السعودية لكرم الضيافة وجميل المبادرة،
غادروا السودان وتركوا ابناءه يتقاتلون فيما بينهم ويدمرون بلادهم بايديهم ويشردون اهاليهم ، تري الي متي يستمر هذا الحريق والدمار والتقتيل والاحتراب؟؟

سنعود اذا كان بالعمر بقية باذن الله،
وصلي الله علي الحبيب المصطفي