مسابقة عيون الشباب على التنمية

بعد العقوبات الرياضية الغربية.. روسيا تدير البوصلة نحو الشرق

 

بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، انقسمت أوروبا إلى معسكر داعم لأوكرانيا من جهة، وآخر مؤيد لروسيا من جهة أخرى، إلا أن “الفيفا” و”اليويفا” اختارا الوقوف في صف حلف شمال الأطلسي وتماهيا معه وأقرَّا عدداً من العقوبات الرياضية الجائرة على مضيف النسخة قبل الأخيرة من كأس العالم. شملت حزمة العقوبات التي فرضها الاتحادان الدولي والأوروبي إجراءات تهدف إلى إضعاف روسيا كروياً، عبر حرمانها من مستحقاتها المالية وإضعاف دوريها المحلي، على الرغم من أن العقوبات الغربية انتهكت جميع المبادئ الأساسية للحركة الرياضية الدولية وضربت المساواة الرياضية في مقتل، إلا أن روسيا تواصل بنشاط تطوير بنيتها التحتية الرياضية وتعمل على إشراك عشرات الدول في مشاريعها الرياضية. وبغض النظر عن مدى رغبة الولايات المتحدة والدول الأوروبية في استبعاد موسكو من الحركة الرياضية الدولية، يواصل الروس إقامة مسابقات واسعة النطاق، وجذب مئات الرياضيين من رابطة الدول المستقلة ودول منظمة شنغهاي للتعاون ودول البريكس. الأمر الذي يؤكد فشل المساعي الغربية في استبعاد روسيا من الفضاء الاجتماعي والثقافي والرياضي العالمي، ويكشف زيف شعارات الحرية التي ينادي بها الغرب، ولذا فإن روسيا لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أدارت كفة الميزان نحو الشرق، و أثبتت للأمريكان وحلفائهم بأنه من الصعب إلغاء الرياضة الروسية من الوجود، إذ تعد روسيا الدولة الكبيرة ذات التقاليد الثقافية والرياضية العظيمة، والتي لا يمكن طردها من المنظمات الرياضية الدولية بين عشية وضحاها.
وعلى الرغم من حقيقة أنه خلال العقود الماضية اتهمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الروس بالفساد الرياضي وإساءة استخدام المنشطات الرياضية، فإن روسيا لم تظهر قدرات ممتازة في التحضير للبطولات الرياضية الدولية وحسب، على غرار تنظيم كأس العالم، بل أثبتت كذلك قدرتها على إشراك الرياضيين المؤهلين بروح الفريق والمدربين من الدرجة الأولى.

بعد أن تعرضت روسيا لحملة منظمة من العقوبات الرياضية المتحيزة، والتي خسرت على أثرها إمكانية المشاركة في كأس العالم قطر 2022، وكذلك الحرمان من إرسال فرقها إلى الألعاب الأولمبية والبطولات الدولية، إلا أن مشاركة الروس في الرياضات الدولية ظلت باقية كما هي، وذلك بفضل تعاطيها مع الاتحادات الرياضية في الهياكل الدولية الجديدة، مثل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO).

إذ باتت الوفود الرياضية تقصد موسكو قادمة من الصين والهند والقارة الأفريقية والدول العربية، وقارة أمريكا اللاتينية، و ذلك بهدف المشاركة في المسابقات والتحديات الرياضية التي تنظمها روسيا.

روسيا وبالإضافة إلى كونها بلدًا جذابًا للغاية من حيث تطوير البنية التحتية الخاصة بالرياضة وسلاسة النقل، فإن هذا البلد لديه خبرة واسعة في علم التربية الرياضية وجذب تعاطف سكان البلدان النامية، منذ قديم الزمان، حتى في العقود الأولى من انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، وضع السوفييت الأساس للصداقة مع دول إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، حيث قاموا بتعليم عشرات الآلاف من الطلاب وأطفال المدارس، كما قاموا ببناء المستشفيات والمدارس والطرق والمصانع والملاعب، ولعل السبب في فتح الاتحادات الرياضية لتلك البلدان، أبوابها امام الرياضيين الروس يكمن في أنهم يطمحون في بناء جسور من المحبة والاحترام المتبادل بعيدا عن ازدواجية معايير الغرب.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى