الطائرة(EX76006) بمطار بورتسودان والكلام بالامس
بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

خاص ب [الانتباهة]
أشار الضابط (أ) باصبعه وهو ينفض عقب السيجارة مغمض العينين ينفث الدخان الي كرتونة آمرا ان يأتوه بها . كان ذلك في تمام الساعة الثامنة مساءا بمطار بورتسودان يوم الحادي عشر من مايو الجاري ..
والطائرة التي كانت تحمل (٣١) طنا وزيادة من المواد الطبية آتية من دولة
والدولة توصف بأنها
مارقة و لها اكثر من (وش) !
و الطائرة لم تمكث سوى ثلاث ساعات قبل ان تعود ادراجها من حيث اتت !
تأخر المخلص هو ما دعا اللجنة العليا التي شكلها السيد الوالي الى نقل الشحنة الى المخازن .
و الاغاثة الطبية في ظاهرها كانت تتبع لمنظمة إغاثية عالمية مقدمة من تلك الدولة .
والضابط الذي طلب (الكرتونة) ضبط ايضا شخصا (ما) يصور المستودعات التي تخص تلك الدولة بطائرة (درون) بلا تصريح و بلا اوراق ثبوتية !
والكرتونة تلك ….
لم تكن وحدها بل كانت خمسين كرتونه بكل واحدة منها سترة واقية من الرصاص عليها شعار المنظمة العالمية تلك !
خمسون سترة واقية ضمن الاغاثة الطبية؟
الضابط يقول
والضابط (أ) وهو يُلقي بعود الثقاب مشعلا سيجارة اخرى ينتابه شيئا من الارتياح و يأمر …
والامر هو …
إعادة التفتيش بدقة و بقوة مشتركة و حجز و تحريز الشحنة كاملة و الطائرة (الدرون) والشخص
و الضابط يقول ..
السترات يلزمها طلب منفصل و مسبق وتصديق اولا من السلطات ! ولا يسمح ان تدخل هكذا
والضابط …
يسرح بعيدا مع دخان التبغ المتصاعد يربط بين خيوط التوقعات المحتملة ويستنتج
ويومئ براسه ويفرك بين الابهام والوسطى
نعم (انها هي) …!
لم لا تكن السترات (جس نبض) مع بواكير تدفق الاغاثات لادخال ما اعتادت تلك الدولة ان تسافر به عبر البحار
تجارة الموت والدولار الملطخ بالدماء لم لا يكون ذلك هو هو ؟
او قد تكون …!
والضابط (الشفت) بهذه اليقظة يكون قد احبط ما كانت سترسله تلك الدولة بالطائرة القادمة …!
وما حدث بالامس السبت يدعونا جميعا ان (نفرك اعيننا) جيدا …
لكل ماهو آت تحت غطاء الاغاثات ومع قناعتنا الراسخة انه لن يجوع طيرا في ارض السودان ناهيك عن انسانه ولكنها حبائلهم الخبيثة التي يلفونها حول اعناق الامم ليجهزوا عليها .
وكم تمنيت لو تم رفض هذه
الاغاثات إلا المنقذة للحياة منها .
شكرا سعادة الضابط (أ) شكرا الجنة العليا شكرا للجنة الامنية بولاية البحر الاحمر
شكرا لجيش بلادي اينما كان .