مسابقة عيون الشباب على التنمية

لا للحرب نعم للسلام (2)

أحمد يوسف التاي

 

(1)

من أكبر نعم الله على عباده العقل الراشد الراجح الذي هو صنو الحكمة، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا..

ما من عاقل يرى في الحرب مخرجا من الضيق، ولا حلا للقضايا، ولا سبيلا للإستقرار والأمن، ولا إنهاء للأزمات والكوارث ،سيما وأن القتال الدائر مهما تكاثر توصيفه فهو بين طرفين سودانيين.. وفي خاتمة المطاف سيجلس الطرفان على طاولة المفاوضات استطال أمد الحرب أم قٌَصُر.. على العقلاء أن يدعموا خيار وقف الحرب ولا يلتفتوا إلى دعاة استمرار الحرب من المنافقين أصحاب الأجندات الشريرة التي دمرت بلادنا وقسمتها وأحالتها إلى خراب، وبؤر للنزاعات القبلية..

(2)

كل الحروب التي خاضها الجيش السوداني وحده ضد التمرد في الجنوب والتي تعد أطول حرب في أفريقيا انتهت بالتفاوض والاتفاقيات  السياسية، لأنه لم يكن هناك مخرج سوى التفاوض والحوار… وكل الحروب التي خاضها الجيش السوداني والدعم السريع ضد التمرد في دارفور انتهت بالتفاوض والإتفاقيات السياسية، رغم شعارات :(اكسح امسح، ماتجيبو حي)، وعبارة 🙁 shoot to kill) الشهيرة.. لأنه لم يكن هناك مخرج سوى التفاوض والحوار..

كل تجاربنا مع قتال التمرد هياج وتشدد في استمرار الحرب، في البداية ثم تراجع و(إنبطاح) مذهل وكرم فياض في الاستجابة لمطالب التمرد..

أرأيت لو أن العقل المعطل نهض  وقطع إجازته المفتوحة،   منذ اشتعال الشرارة الأولى، هل كان سيعجز عن قطع الطريق أمام أمراء الحرب، وأصحاب الأجندات الشريرة والمنافقين، والحالمين بالعودة للسلطة..!!..

(3)

ليس هناك مخرج سوى وقف الحرب بأي ثمن، لأن الثمن المدفوع في حال استمرارها يفوق كل الحسابات والنتائج، هكذا يقول العقل.. أما الذين يحلمون بالعودة للحكم تحت غبار المعركة تحركهم عاطفة وشهوة السلطة وهؤلاء أبعد عن العقل..

وأما الذين يهرولون وراء  طموحاتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية، ومشاريعهم السياسية، وكذا الذين تحركهم شهية الانتقام وتصفية الحسابات السياسية، فهؤلاء أيضا ابعد عن العقل والحكمة..

(4)

لا للحرب، نعم للسلام ووقف الحرب فهذا شعارنا وموقفنا الذي لاتراجع عنه..

الذين يزعمون حماية الديمقراطية، فالسلام والاستقرار هما التربة الصالحة لنمو الديمقراطية ورعايتها، والذين يزعمون حماية الأمن القومي ، فالسلام ووقف الحرب هما الضامن الوحيد لوطن آمن مستقر.. فماذا تريدون أكثر من ذلك إن كنتم صادقين..

..اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى