لا للحرب نعم للسلام (3)
أحمد يوسف التاي

(1)
انشغل الناس خلال فترة الحرب، بمغالطات حول إثبات ونفي تورُط (الكيزان) في النفخ على نار الفتنة التي كانت أصلا مشتعلة..
ويستدلون على وقوف (الكيزان) وراء الحرب بإعترافات أنس عمر ودكتور الجزولي بالإضافة إلى القرائن المسبقة الثابتة، بينما ينفي (الكيزان) التهمة عن أنفسهم..
رصدتُ مرات عديدة حديثا للسيد البرهان
يؤكد فيه عزل المؤتمر الوطني من أي تسوية سياسية، إلى أن بلغ به الحال ذات مرة أن تعهد بتنظيف الجيش من (الكيزان)، هكذا قالها..(والله صحي) مضاهيا بذلك قول أمين القصر الجمهوري وهو فريق في القوات المسلحة أثناء ندوة ذات مرة حيث قال مخاطبا الحضور:(أي كوز ندوسو دوس)..
(2)
في ذلك الوقت قرأنا حديث البرهان عن المؤتمر الوطني و(الكيزان) وتحذيراته في سياق تلطيف أجواء الثورة وبعث تطمينات للشباب الثائر والشابات الثائرات، وربما كان الخطاب متماشيا مع توجهات صديقه السابق حميدتي
(الضكران الخوّف الكيزان)، والذي كان ينام بعين واحدة ويرسل الأخرى إلى تعقب الكيزان خائفا يترقب، يحذر غدرهم وانتقامهم، كما هم أيضا يخشون مكره ودهاءه والتنكيل بهم لأسباب معروفه داخلية وخارجية..
(3)
لكن السؤال الجوهري :هل كانت تحذيرات البرهان من اختراق القوات المسلحة بواسطة المؤتمر الوطني تحذيرات حقيقية، أم كانت مجرد تطمينات للثوار وتخدير لهم ، ونفيا لصلته بالكيزان كما كنا نعتقد..؟ وهل أثبتت الأيام صدق تحذيرات الرجل ، واخفاقنا نحن في التحليل؟..
(4)
قبل عام تقريبا صرح البرهان بقاعدة خطاب العسكرية
قائلا: ” أقول كلام خاص إلى المؤتمر الوطني، والحركة الاسلامية: ارفعوا يدكم من الجيش، وابعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، امشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.
ثم مضي برهان الي أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”…
(5)
صحيح أن التلاوم تحت سقف غبار المعركة لايفيد، والبكاء على اللبن المسكوب لايجدي شيئا، المهم الآن إسكات صوت البنادق، وحينها سيكون التفكير حرا والرؤيا أكثر جلاء والحقائق تمشي عارية بين الناس، وبعد إنجلاء غبار المعركة إن أراد الجيش أن يطهر نفسه من المتسللين عبر أسواره من بوابة السياسة من أصحاب المشاريع السياسية الفاشلة والاجندات الشريرة، فليفعل وحينها ستتحق مقولة جيش واحد شعب واحد، وإلا تُهنا في بحور المغالطات ، ولكي يظل جيش مهني قومي بعيدا عن الشبهات والاتهامات ، ليقوم بوظيفته الاساسية وهي حماية البلاد
(6)
ثم يبقى القول أنه مهما تعثرت الخطى وتنكبنا الطريق ودفعنا الأثمان الغالية تقتيلا وتشريدا وتجويعا وإذلالا فلابديل للديمقراطية والدولة المدنية وإن قطع دعاة الشمولية والفاسدون والشموليون والطغاة طريقنا ألف مرة…
..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين