(البقول راسو موجعو بربطولو كراعو؟؟!!)
محجوب مدني محجوب

إزاء كل قضية وكل حرب وكل ابتلاء تكون هناك ثلاث مدارس.
المدرسة الأولى مدرسة المؤامرة، وهذه التي تلقي جميع أسباب الأزمة إلى الأعداء، وأن كل ألم بنا سببه خطط العدو.
المدرسة الثانية هي: المدرسة التي تقف على النقيض من المدرسة الأولى، وهي المدرسة التي ترجع كل أسباب الأزمة إلى الذات، فكل ما ألم بنا هو بسبب ضعفنا بسبب فشلنا بسبب عدم إخلاصنا.
وكلا المدرستين قد جانبا الصواب.
فكل تعميم لا يصح.
المدرسة التي تتصف بالصواب هي تلك المدرسة التي وقفت في الوسط حيث قسمت الأزمة إلى أسباب خارجية وهي الأسباب التي تبنتها مدرسة المؤامرة، والقسم الثاني حولته وعزته لاسباب داخلية وهي الأسباب التي تبنتها مدرسة جلد الذات.
فتنظر إلى كل موقف بأسبابه المختلفة.
ففكرة الدعم السريع من أساسها فكرة خائبة أسبابها داخلية.
وسيطرة الدعم السريع على مرافق الدولة وتوسعها في بسط نفوذها وسيطرتها على المواقع الحساسة في الخرطوم، فهذه أزمة اسبابها داخلية.
اما إعلاء سقف مطالب الدعم السريع ومطالبتها بحقوق لا علاقة لها بها بحيث وجدت نفسها رأسا برأس مع الجيش، فهذا الاتجاه غذته جهات خارجية.
فالمدرسة الوسطية هذه بلا شك ستعمل على تشخيص الحرب ومن ثم يتكشف الحل فما كانت أسبابه داخلية يصنف داخليا، وما كانت أسبابه خارجية يصنف خارجيا، وكل صنف له علاج مختلف عن الآخر.
وإلا فعملاء الداخل سيلعبون بنظرية المؤامرة؛ لأنها تبعد عنهم كل شبهة وتحميهم.
وكذلك عملاء الخارج سيلعبون على نظرية جلد الذات، وسوف يعزون كل ازمة لفشلنا وضعفنا.
الملف الذي يقيم عمل مسؤولي الداخل يختلف شكلا وموضمونا، فمن ناحية الشكل يكون بارزا واضحا لا يقترب منه إلا من كانت له إرادة ودراية بهؤلاء المسؤولين.
والملف الخاص بالأزمات التي تسببت فيها جهات خارجية لا بد كذلك أن يكون واضحا وبارزا لا يقترب منه إلا من كانت له إرادة ودراية به.
لا حل إذن إلا بتقسيم الحرب وإلا سوف نخلط بين عدونا الخارجي من جهة، وبين جهلنا وفسادنا الداخلي من جهة أخرى.
حكمة قالها أهلنا ناس البطانة:
(البقول راسو موجعو بربطولو كراعو؟؟!!)