مسابقة عيون الشباب على التنمية

أسألوا هؤلاء عن حميدتي حامي الديمقراطية

أحمد يوسف التاي

(1)
عندما انفلت السوق من عقاله وتصاعدت الأسعار، وانفجر بركان الغلاء والضائقة المعيشية، كانت الحكومة تصدر تقارير تزعم فيها انخفاض معدلات التضخم، وارتفاع معدلات النمو الإقتصادي، وتبشر بالرخاءالقادم، بينما كنا نكتب شيئا واحدا يدحض تقارير الحكومة الكاذبة وهو : أن المعيار لكل ذلك هو (قُفة الملاح) والمواطن وحده الذي يعرف إن كان انخفاض التضخم وارتفاع معدلات النمو قد انعكس على (قُفة الملاح) أم لا..إذ لايمكنك أن تقنع أي مواطن بإنخفاض التضخم، وارتفاع معدل النمو الإقتصادي وتوهمه بالرخاء القادم، بينما هو يكابد ويكافح في الحصول على (قفة ملاح) استعصت عليه وابتلعت كل دخله اليومي ولم تدع له مدخرا للعلاج ومقابلة الخدمات الأخرى والمجاملات الإجتماعية..
(2)
المنطق الموضوعي أعلاه نواجه به (حامي الديمقراطية، فارس التحول الديمقراطي، ومؤسس الدولة المدنية المرتقبة)، محمد حمدان دقلو، ونقول له ولاتباعه ومناصريه…نقول لهم :هب أننا صدقنا أن سبب إقدامكم على الحرب هو إزاحة الأشواك عن طريق مسيرة التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية، وأن قوات الدعم السريع حريصة على التحول الديمقراطي، والانتخابات النزيهة لينعم المواطن بالديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان، هب أن لدينا (قنابير)وصدقنا هذا الإدعاء، فهل يمكنكم إقناع آلاف المواطنين الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أنهم سودانيون أبريا لاناقة لهم في الأطماع السلطوية، وصراع الأيدلوجيات والإثنيات، من الذين نُهبت دورهم واغتصبت حرائرهم، وشٌردوا ذُلوا وقُتلوا تقتيلا، هل يستطيع أحد أن يقنع هؤلاء بأن قوات الدعم السريع فعلت بهم كل ذلك من أجل أن يعيشوا في مناخ ديمقراطي؟ حتى وإن صدقت نوايا حميدتي وحده في حماية الديمقراطية، فلا أحد تقنعه هذه النتائج السيئة… ولو خُير أي مواطن من الذين نهبت دورهم وشردت اسرهم واتلفت ممتلكاتهم لو خيروا بين (حماية الديمقراطية) على طريقة قوات الدعم السريع على النحو الذي حدث لهم من نهب وسرقة، وتشريد وإذلال، أو العيش تحت كنف ديكتاتورية البرهان لما ترددوا في الإبقاء على الخيار الأخير… أرايتم كيف فعلوا بالديمقراطية التي يريدون حمايتها !!..
(3)
صحيح أن الديمقراطية خيار كل الشعوب المغلوب على أمرها والمضطهدة المنكوبة والمنهوبة والمسروقة، والمظلومة، وخيار كل الشعوب المتحضرة لما فيها من رحمة وعدالة ومساواة وكرامة وانسانية ولكن سيسقط هذا الخيار عند أي مواطن إذا كان حامي الديمقراطية هو اللص القاتل الذي ينهب ويسرق ويغتصب ويخرج الناس من ديارهم، أو هكذا تبدو الصورة لدى المواطن العادي الذي نهبت داره وشرد افراد اسرته وفقد امواله وممتلكاته..
(4)
ثمة أمر آخر في غاية الأهمية، وهو أن الكثيرين يبرئون قوات الدعم السريع من النهب والسرقة وينسبونها للمتفلتين والنيقرز وغيرهم من اللصوص الخارجين من السجون…لكن فلنفرض أن هذا صحيح..طيب من اخرج هؤلاء اللصوص وعتاة المجرمين من السجون، ومن أخرج المواطنين من ديارهم وارغمهم على تركها واستقر فيها؟ ولنفترض ان المواطنين خرجوا خوفا من الموت مرغمين ، فلماذا لم تستبسل قوات الدعم السريع لتحمي هذه البيوت التي احتلتها لماذا لم تنمع عنها اللصوص طالما انها تحتلها وتقطنها…لم نسمع ان هذه القوات قتلت أو اصابت لصوصا حاولوا سرقة منزل، ولم نسمع أنها حالت دون نهب دار من الديار، لذلك تظل قوات الدعم السريع المتواجدة في البيوت المنهوبة هي المسؤولة عما حدث…إما لكونها اخرجت المجرمين من السجون واطلقت ايديهم أو لكونها لم تمنعهم من نهب المنازل، أو أنها تسببت في إخراج الناس بالقوة في بعض المناطق…هذا إذا افترضنا حسن النية والإهمال والتقصير من جانب هذه القوات ، ولم نفترض انها هي الفاعل القاتل، السارق المغتصب….
..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى