تباشير خريف الخير في غياب المزارع
بقلم: قسم بشير محمد الحسن

بدأت تباشير الخريف لهذا العام ومع غياب تام للمزارع حيث لا استعداد ولا رغبة في الزراعة هذا الموسم وثمة اشارات ودلائل تؤكد صحة ما اقول حيث خلت المنطقة الصناعية هذا العام من زخم صيانة الجرارات والدساكي والتي كانت تعلن عن بداياتها مبكرا في السابق ومنذ شهر أبريل وهي تنبيء بقدوم الموسم الزراعي ونلاحظ هذا العام خلو ورش المنطقة الصناعية في كل مدن الانتاج تماما من هذه الظاهرة كذلك انعدم الزحام في طلمبات الوقود هذا العام واصبح متوفرا و لا أحدا يجرو علي شرائه وهذا بعكس المواسم السابقة والتي كانت تشهد تكالبا علي الوقود وزحاما شديدا بطلمبات الوقود ونلاحظ توفر الوقود بالطلمبات هذه الايام و مع غياب تام للمشتري وكذلك اختفت ظاهرة الترلات وهي محملة بالتقاوي ومتجهه للمشاريع الزراعية وكل هذه الظواهر تؤكد انهيار المزارع وافلاسه تماما و ليس لديه محصولا يبتاعه ليدخل به الموسم الجديد ولقد تداخلت ظروف عدة علي المزارع كانت سببا في إفقاره اولها ضعف الانتاج الموسم الماضي ثانيا ضعف أسعار الذرة والتي لم تتجاوز العشرين الف جنيه للجوال زنة ٩٠ كيلو جرام حتي تاريخة ولاتغطي التكلفه ثالثا التكلفة العالية لمدخلات الانتاج رابعا انشغال القائمين علي امر السلطة بالخلافات وعدم اعارتهم المزارع والزراعه ادني اهتمام ولقد تضافرت كل هذه الأسباب والعوامل في وجه المنتج وجعلت منه معدما ولايملك غير المشروع او الإله وحتي الذين تعرضوا لديون قاموا بعرض جزء من مشاريعهم الزراعية للبيع ولم يجدوا مشتريا ومن وجد مشتريا تعرض للاستغلال وعلي سبيل المثال مزارع مديون وقابع بالسجن عندما عرض مشروعه الزراعي للبيع تم تقييمه بمبلغ ٧٠ مليون ج مع العلم بأن الموسم قبل الماضي تم تقييمه بمبلغ ٢٠٠مليون ج لنفس المشروع مما جعل المزارع وهو في حيرة من امره وهو بداخل السجن ويبحث عن ألحل عليه الزراعه والمزارع في مأذق حقيقي ومعضلة يصعب حلها في الغريب العاجل في ظل غياب الاستراتيجية الرشيدة للدولة تجاه الزراعة والمزارع وغض الدولة الطرف عن الزراعة والمزارع واتوقع زراعة مساحات ضيقة جدا هذا العام تنحصر في صغار المزارعين والذين يعتمدون علي ذاتهم اما كبار المزارعين فخرجوا من التصفيات الاوليه للمنافسة بلا رجعة ونسأل الله أن يكذب الشينة ياسادة.