الحياة للزعيم الحقيقي والموت للزعيم المزيف
محجوب مدني محجوب يكتب:إن أريد إلا الإصلاح:
الحياة للزعيم الحقيقي والموت للزعيم المزيف
للذين يتعلقون بزعيم وكفى ألا فليعلموا أنه بظهور حقيقة هذا الزعيم على أرض الواقع سوف تكون عواقبه وخيمة ليست فقط عليه، وإنما أيضا على من نصبه وارتضى به زعيما.
الزعيم المزيف يحيل الحياة إلى عدم.
الزعيم المزيف يحيل اليأس إلى انعدام الأمل.
الزعيم المزيف يحيل الخير إلى شر.
الزعيم المزيف يحيل الثقة واليقين إلى شك.
الزعيم المزيف يحيل العلم إلى جهل.
الزعيم المزيف يحيل الحق إلى باطل.
الزعيم المزيف يحيل القناعات إلى خرافات.
الزعيم المزيف يحيل الشرف والمروءة والنخوة إلى خسة ودناءة وجبن.
الزعيم المزيف يحيل الإيمان إلى إنكار.
أما الزعيم الحقيقي فهو إن فقد، فسيظل الأمل معقودا بقدومه.
الزعيم الحقيقي يحيل اليأس إلى أمل.
الزعيم الحقيقي يحيل النظرية إلى تطبيق.
الزعيم الحقيقي يقتل الباطل ويحيي الحق.
إن معرفة حقيقة الزعيم والتمسك به أمر في غاية الأهمية تصل لمرحلة الحياة أو الموت.
كما أن الاكتفاء بالتعلق بالزعيم دون التأكد من حقيقته أمر في غاية الخطورة أخطر من التفريط في الحياة.
إذ أن اكتشافه بعد ذلك سينعكس على من منحه الزعامة.
فإن كانت زعامة حقة فقد منحوا لأنفسهم الحياة.
وإن كانت زعامة مزورة فقد حرموا أنفسهم من الحياة.
لا بد من التمحيص والاكتشاف للصفات الحقيقية للزعيم من خلال توجهه ومبادئه.
من خلال مواقفه وقراراته.
من خلال تطابق أقواله مع أفعاله.
فالموت بلا زعيم ولا العيش مع زعيم مزيف.
فالزعيم المزيف إن ظل بين الناس دون اعتراف به ودون اعتقاد فيه، فمهما أساء ومهما فجر ومهما بغى، فسوف يكون أثره على معاش من تزعمهم فقط لا غير.
لن يستطيع أن يعتدي على قيم الناس، ولن يستطيع أن يبدل الأخلاق، ولن يستطيع أن يغير القناعات، وسيظل مجرد ابتلاء ابتلى الله به الناس؛ ليمحص به قوة إيمانهم وصبرهم مثله في ذلك مثل ابتلاءات الدنيا الأخرى من فقر ومرض وفقد عزيز.
إن الاقتناع والرضا بولاء الزعيم المزيف، فكل إساءة منه ستنطبع على الآمال والأفكار والمعتقدات.
ستنطبع على الأجيال تلو الأجيال.
بينما الزعيم الحقيقي إن لم يوجد على أرض الواقع سيظل محفورا في الذاكرة، وبالتعلق به.
ستظل القيم والموروثات موجودة إلى أن يبدله الله بزعيم حقيقي.
أما الاكتفاء بالولاء للزعيم الموجود بحجة أنه لا يوجد زعيم غيره.
بحجة أنه لا يوجد خيار غيره.
بحجة أنه لا يوجد بديل غيره.
بحجة أن ظروف المرحلة تقتضي وجوده
فهذا لا يكون وباله فقط على معاش الناس بل سيقضي أيضا على القيم والمعتقدات إذ أنه بمجرد اكتشافه سوف يصحب الشك القيم والمعتقدات التي يدين بها الناس، وسيصحب الناس الشك حتى في آدميتهم.
بينما رفض الزعامة المزيفة سيمنح الأمل في كل اكتشاف لها.
سيمنح الثقة في الوعي والإدراك في كل اكتشاف لها.
سيمنح العمق في التفكير الصائب.
سيمنح ربط الأحداث بنتائجها ربطا صحيحا محكما.
سيمكن من تربية الأبناء على أسس سليمة.
إن الاكتفاء بمجرد الحصول على زعامة لهو أخطر من أن يلقي شخص بنفسه في البحر.
لهو أخطر من أن يضرم شخص نفسه بالنار.
إن الزعامة الحقيقية في الذهن لهي الحياة، وإن الزعامة المزورة على أرض الواقع لهي الموت.