مسابقة عيون الشباب على التنمية

بص السكارى

بقلم/صبري محمد علي (العيكورة)

اذكر في زمن غابر اوائل بداية حكم الرئيس الراحل النميري وقبل أن يُعلِن عن تطبيق الشريعة الإسلامية أو ما عُرف حينها سياسياً ب
(قوانين سبتمبر)

كان هناك نوعاً من الانحلال الخُلقي يسيطر على بعضاً من الغاوين وكان من بين تلك الطبقات
شلة السكارى ….
وأذكر أن حركة المواصلات كانت تنعدم مع مغيب الشمس
يختمها عادة
بص يتحرك من مدينة ود مدني الي الحصاحيصا أو ما بعدها

و يعرف إصطلاحاً و تنتراً
ب(باص السكارى) كونهم غالبية الركاب

هذا (البص) …
إن قادك حظك أن تكون ضمن ركابة فلو كنت رساماً لخرجت بألف إلهام و لوحة

ولو كنت كاتباً لظفرت بسيناريو يصلح أن يكون مسلسلاً

ولو كنت من محبي الطرفة والضحك لاشبعك هؤلاء السكارى ضحكاً و إستغراقاً في خيالاتهم الواسعة ولن تعدم الشعراء و المنظراتية والمطربين من بينهم

والظريف في الأمر …..
إنهم ومع غياب الوعي الجزئي لهم فإنهم لا يخطئون وجهتهم فما أن يصل أحدهم الي مُبتغاه
إلا و يُصفق بكلتا يديه أو يُصفِر أو يضحك طالباً السائق أن يتوقف
مع قفشات لا تتوقف
ليبدأ بعد نزوله ….
رحلة أخرى من الترنح أو ما يُطلق عليها مشية (سبعة ، تمانية)

تذكرت هذا البص ….
وانا أتصفح قبل قليل خبر عبر بعض المواقع الاعلامية يتحدث
عن أن ….

المجموعة الرباعية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) قد حذرت في إجتماعها الاول من أن الصراع في السودان قد أصبح مُعقداً

طيب ليه يا (ابو زُمُل) ….
قال ليك …
لأن هناك مشاركين مسلحين آخرين من خارج السودان
و(انو) ….
الحكاية أصبحت تهدد الإقليم !

لكن (الحاجة) التي …..
ذكرتني بحكاية (باص السكارى) بجد هي قولهم …..
أن اللجنة (بتاعتهم) تُلاحظ بقلق أنه خلال الفترة الانتقالية لم يتحسن الوضع في السودان !

(تفتكروا البركاوي ده جديد واللاّ مسوس)؟

يا عالم …..
(الايغاد) و بعد خمسة سنوات (كاملتن) شعرت بأن الفترة الانتقالية بتاعتنا ما مظبوطه !

الناس ديل كانوا وين ؟
و شاربين شنو؟

مش كده و بس …
فقد …..
كان لركاب الكنبة الأخيرة رأي آخر اكتر مهنية فجزموا بأنه …

(لا يوجد حل عسكري للصراع في السودان )

آآي والله ده كلامهم …

و(خرموا) قليلاً لإدانة الحرب الدائرة وشوية (لغلغة) عن المعونات الإنسانية التي يجب عليهم تقديمها للسودان

وذلك بالتزامهم ….
بتقديم مليون دولار امريكي من كل دولة عضواً ب(الايغاد) لمساعدة السودان ! (يعني الجماعة عملوا لينا كشف)

مش بقول ليكم ….
ياهو نفس فهم جماعة البص !

يا يا عالم يا وهم يا ….!
(حررم) الخمسة مليون بتاعتكم دي كانت الحكومة السودانية (بتعشيكم) بيها في فندق (السلام روتانا) .

البرهان ……
ياخ البص ده بالذات تاني ما يجينا داخل السودان نهاااائي !

انتو عارفين …..
إنا (يادووب) فهمت
(العفش داخل البص على مسؤلية صاحبه)

قاصدين بيها منو !

الخروج من كافة المنظمات الأفريقية هو ضرورة المرحلة

فعلا هذا زمانك يا مهازل فأمرحي

(جابت ليها بص سكارى كمان) !

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى