قحْتٌ وأعوامُها الأربعةُ في حَربها على الدِينِ والأخلاقِ في بلادنا.
شعر: أيوب صديق
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لذاتك عُـدْ رُشدًا إذ كــنتَ صاحِيا
لكـُمْ غـــدتِ الأيامُ سُــــودًا لَياليا
فقحـتُكَ يا مَوهــومُ طــاشتْ سِهامُها
وفي عَرَصاتِ الحُكمِ خابتْ مَساعيا
بما خسـرتْ حَـربًا وجَيشـًا وأمــةً
وما وجدتْ في الخَلقِ يومًا مُؤَاسَيا
فقد نَضَبتْ نبعـًا مَعينًا وصوَّحَتْ
زروعُ خَباثٍ عَمَّها الرِجــسُ روايا
لــقــد لبثوا فــينا ســنينًا كـئيبةً
فـأُورِدَ سُــودانُ الأمانِ المَهــاويا
فأربعةُ الأعــــوامِ كــانتْ ثمارُها
جمـاعَ فِعالِ السُـوءِ نَحْسًا مُواليا
بَغوْا فأحـالوا ثورةَ الشـعبِ سَــوْءةً
قد ابـتُـذلتْ حَــالاً لِمَــن باتَ رائِيا
بدايتُها حِــنْثٌ مـع الفَجـرِ مُضمـرٌ
طَويُّ نفوسٍ، ذاكَ ما كانَ خَافيا
وسـيرتُها حِقــدٌ وظُـلمٌ مع الخًـنا
أُقيم مَقامَ الذِكرِ في الناسِ فاشيا
هناكَ تناسى القومُ في الفجرِ مَوْثقـًا
ورَبُك فوقَ الناس ما كانَ ناسيا
*****
لـقـد نَعِـمــوا أمنًا ثلاثينَ حِـجــةً1
وما عرفوا شيئـًا من الخَوفِ غاشيا
وإذ جَحدوا بالأمنِ كُــفــرًا فَعـوِضوا
طوارقَ خوفٍ، باتَ في الناسِ ساريا
وحين عَتوْا جُحدًا وكُفــرًا فأبدِلوا
زلازلَ مــن حَـربٍ توالتْ غَـواشــيا
لقد جَهروا كُـفرًا، وفِسقًا وأفسدوا
وما عَـرَفوا دِينًا من الســُوءِ واقيا
فقد كَـرهوا الإسلامَ ربًا ومُرْسَلاً
وخيرَ كتابٍ جــاءَ للناسِ هاديا
لفــرطِ نفاقٍ في نفــوس ٍكفـورةٍ
وإن قرؤوا السَبعَ العِـظامَ المثانيا
قراءةَ خافي الكُـفرِ، نَجْسٍ مُنافقٍ
ومـا بَلغَ اللفــظُ الكــريمُ الـتراقــيا
*****
أهانَ كتابَ اللهِ بالأمــسِ جَمعُـــهمْ
ولم يَـكُ من كُـفـرٍ صُــراحٍ مُباليا
بَلِ افتخروا حَفلاً بإغْلاقِ سُــوحِه
بما رَجعتْ رَقصــًا وماجَتْ أغانيا
أئمةُ الحــادٍ وشــــِركٍ قــد انبروْا
لخالقِ هذا الكونِ خَصمـًا مُعادِيا
فـما امتثلوا أمـراً مِن اللهِ طــاعةً
ولا امـتثلوا أمــــرًا مِــن اللهِ ناهــيا
يفضلُ مِثليٌ لديهمْ عــلى الـذي
مَضى لكتابِ الله في الناسِ تاليا
فَـهمْ نَجَــسٌ رَهْــطٌ ، يُنجِـّـسُ للــثرى
أقامَ به حِينًا، أوِ ان كان ماشيا
ويَنجَسُ لو مَسَّوا طَهورًا، فـلم يَجزْ
بِه الغُـسلُ والسُقيا ولو كانَ جـاريا
*****
فــذلك كَـــذَّابٌ دَعِـــيٌّ مُـنافــقٌ
وذلِكَ خَـوَّانٌ يُــعـــينُ الأعـــــاديا
وذلك جاسوسٌ على الجارِ خائنٌ
وذلك مَعروضٌ لمن كان شاريا
وذاك قبيحُ اللفظِ لا يأنفُ الخَنا 2
وذاك يُذيبُ العُمــرَ سَكرانَ لاهــــيا
وذاك عجوزٌ، قاربَ القَبرَ خَطوُه
يَســيرُ مـِنْ الأخــلاقِ عُــريانَ حــافيا
*****
وتلك بِهِمْ شَمطاءُ، قد عافها الصِّبا
وما عَــرفـتْ حَــظًا سَــعـيدًا مُـواتيا
وما لفتتْ في الناس ألحاظَ ناظــرٍ
وكمْ سَــدرتْ طَـيْشًا ولَجتْ تَصابيا
وما فَــتِـئـتْ عُـهـرًا، تُنادي ولم تَجدْ
لعمريَ مُضـطــرًا يُجـيبُ المـناديا
وتَـنـْصحُ بالفَحشاءٍ هاتيك جَهــرةً
لتُكـثرَ تِلك المُحصـناتِ الـزَوانيا
لِتصحَبَ من شاءت، متى غابَ زوجُها
لمخـدعِـها خِــدْناً يـبـيتُ اللـيالـيا 3
عـــواهـــرُ لا يَعرِفـنَ في الناسِ عِــفـةً
فـواحـشُ لا يأنَفنَ فـي القــولِ نابيا
*****
ألا بُعْـــدًا عَــــنا لـقَـحــتٍ وجَـمعِـها
وبَـددهـــا الجَــــــبَّارُ دارًا ونادِيا
شــريكةُ أوباشٍ غُـــزاةٍ كـأنَّهــم
سوائمُ في صَيفٍ تَرومُ المَراعيا
فقد طَـفِـقوا قَـتلاً وحَرقًا وأمعــنوا
هواتكَ أعراضٍ أشــاعــوا المآسيا
وما انتفضتْ للعِرضِ فيهمْ رجالُها
كَحالِ حُمـاةِ الـدارِ أُســدًا ضَواريا
ولا كــذبًا آســـتْ نِفـاقًا نِســـاؤها
هنالكَ هــاتيكَ النِســاءَ البواكيا
فقد صَمتتْ قحـتٌ، رجــالاً ـونِسوةً
وقد ورثوا عَــارَ الدُنى والمَخازِيا
أذلِك مــِن جُــبنٍ تـرى أم دِياثـةٍ
لها رَكَنَ الجَمعُ الإطهاريُّ راضـيا؟
لعمــريَ بالأمـريْن كانتْ فعـالُهـم
ولم أكُ في قولي مُشطـًا مُغاليا
*****
أسيرةُ حَربٍ أشعلتَها ولم تَجدْ
لها حِينَ مَسَّتها مِن القومِ طافيا
شــريكةُ دَعْــمِ الشرِ حَربًا وخُطة
وإن كَــذبَ الرهــطُ الإطاريُ نافِــيا
وما فَـتِـئـتْ للحُكمِ تَسعى توهـمًا
وخَلْفَ سَرابِ الوَهْمِ لَجَّــتْ تَماديا
فليس لها رُجعى وإن طال عَــهدُها
وإن لَبِثتْ دَهْــــرًا تلوكُ الأمانيا
*****
فحسبُكِ حَظـًا، غابَ للدعمِ طَالِعٌ
وقد خَسرَ الدنيا، كَفيلاً وراعيا
فخابَ رجاءُ الوَهْمِ يا قحتُ فاعلمي
ففـاتَك مَرْجــوٌّ وقــد خِــبـتِ راجـيا
فويلك مِنْ شَعبٌ مَحا الغيظُ حِلمَه
عليك فلن تلقى خصيمًا مُقاضيا
مَصيـرُك أنْ يُلقيكَ أشــلاءَ جِـيفةٍ
وذلك ما يَروي النُفوسَ الصَّواديا
كحالةِ أشلاءِ الدَعامـينَ جَــيّـَفتْ
حواضــــرَ عـَـمتها وعـــمـــتْ بـواديا
*****
فخبِّروا رَهطاً بالعَـمالاتِ طـاعِــمـًا
وهــائـمَ وَجــهٍ، بالخِـــياناتِ كاسـِيا
ويرحَلُ من قُـطـــرٍ لقُـطـــرٍ تَسـوُّلاً
لعودةِ حُكمٍ كان بالظُلمِ جَــاثيا
لعَـمريَ حُكمٌ ناءَ بالأمـسِ عَــنكـمُ
وأمعَــنَ نأيًا فوقَ مـا كــان نائيا
فليس بذا التِّسفـارِ بالوَهمِ مُدْرَكًا
وإن يَكُ بالأوهـام قــد باتَ دانـيا
فليس لـ(قبلِ الحربِ) يا قحتُ عَـودةٌ
ففيكِ وفيهِ الشعبُ قــد باتَ قـاليا
وإن غـدًا قــد لاحَ بالنصرِ بارقًا
وبشــــرنا سَــــعــدًا، قِـطـافًا دوانيا
سيغـتسلُ السودانُ من رِجسِ عَهدِكُم
ومُعتصِــــمـًا باللهِ بالطُـهـــرِ باديا
فَـعَـــهـدُكِ عَـهـدٌ، لا رعى اللهُ ذِكرَه
وألزَمَه الهُـوجَ الرياحَ السَّوافيا
وأنت نذيرُ الشؤمِ يا قحتُ فاعلمي
جزاكِ تعالى شــرَ ما كان جَـازيا
ـــــــــــــــــــــــ
1ـــ ثلاثين حِجة: ثلاثين عاما. 2ـــ الخنا: الفُحشُ في الكلام
3ـــ الخِدنُ: الصديقُ للمرآة في السرِ بقصدِ الشهوة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
الدوحة: 10/9/2024