مسابقة عيون الشباب على التنمية

البحر الأحمر .. (حالة هيجان)..!

بورتسودان: محمد الأمين أوشيك
بعد التوقيع على اتفاق جوبا السبت الماضي بدا المشهد مغايراً بولاية البحر الأحمر عن مثيلاتها بقية الولايات التي سارعت بالاحتفال بالتوقيع. غير أن ولاية البحر الأحمر قابلت خبر التوقيع بتصعيد خرج عن السلمية التي طالبت بها قيادات البجا مع بداية حملة التصعيد، وقد شهد اليوم الثاني من الاحتجاجات مقتل ضابط برتبة ملازم أول بمدينة هيا في حين ما زالت الموانئ خارجة عن سيطرة الحكومة وقبل شهور رددوا «قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق» على خلفية إيقاف قرار الطبالي عبر ميناء دقنة، وبالأمس ذات المحتجين أغلقوا بوابة دقنة بسواكن، ومنعوا ضباط الجمارك والعاملين من الدخول تضامناً مع رافضي توقيع مسار الشرق بجوبا وخاطب اعتصام أمس بميناء دقنة سواكن الأمين السياسي لمجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة سيد علي أبوآمنة، حيث قال : قد حذرنا بعدم الاستهبال السياسي بهذا الإقليم وإيقاف ما يسمى مسرحية مسار جوبا واعتبر ما حدث في الأيام السابقة من توقيع هو سرقة حق هذا الإقليم للتعبير عن نفسه وهي سياسات عقلية الخرطوم التي تدير الأطراف من القصر الجمهوري بمزاجها، حيث قطع آخرون من خلال المداخلات بمجيء المفاوضين من حكومة الخرطوم إلى الشرق ومفاوضتهم وقالوا : هذه المرة أوقفنا كل المطالبات من تنمية وخدمات وصحة فقط نريد تقرير المصير .
أعماق الثالوث
وعلى صعيد آخر تخوف البعض من «الحكومة» و» مجلس النظارات والعموديات المستقلة» حيث قالوا ان توقيع السلام هو بقاء النوايا المركزية في فرض الشخصيات وان تبدلت الوجوه واضافوا ما لا نشك فيه من تفكير الحكومات الغابرة هو نيتها في افقار وتهميش انسان الشرق واطراف الولايات الاخرى وتعليق قوته ورزقه ورأيه في العاصمة الخرطوم، كما عبروا ايضاً عن مخاوفهم من استمرار  التصعيد دون حكمة وقالوا : ان السلمية مهما كانت قد تكون فيها بعض الفوضى واصطحبوا في تحليلاتهم ما حدث بمدينة هيا بمقتل الشرطي على يد محتجين رافضين «للمسار> وقالوا : وفي النهاية الخاسر هو مواطن الشرق المسكين القابع في أعماق الثالوث(الفقر والجهل والمرض) واعتبروا ان الاتفاقيات يستفيد منها السياسيون والقيادات على حد قولهم .
مهزلة إغلاق الميناء
وعلى صعيد آخر اعترض مواطنون من اغلاق الميناء وقالوا هذه الخطوة تؤثر مباشرة وسلباً على حياة المواطن ومعاش الأسر باعتبار ان الميناء ببورتسودان وسواكن يمثل مصدر الدخل الرئيس لغالبية المواطنين بالمدينتين والمناطق المجاورة، وطالب العمالة المستفيدون من الميناء بايقاف ما اسموها بالمهزلة من اغلاق وقطع الطرق والاماكن الحيوية ان كانت هنالك حكومة قادرة تقوم بدورها، واضافوا ان هذه المحاولات بين الفينة والاخرى يمكن أن تؤدي الى انفلات امني  وخصوصاً الولاية تشهد منذ فترة سيولة امنية، واعتبروا اغلاق الميناء يعنى الموت والجوع للمواطن والولاية، مما نعتوه بالخلل والعقلية الخربة التي لا يسندها منطق وتساءلوا كيف لا يكون في اهتمام المجلس النظارات والعموديات بشرق السودان كل هذه العمالة، وتشرع في قرار قفل بدون تحديد مدة زمنية حسب جدول الاحتجاجات المعروفة لدى الثوار والمحتجين وان الميناء مصدر أكل عيش الجميع وحسب مصادر عليمة ان المتضررين من قفل ميناء دقنة يساوي عددهم اكثر من 800 فرد يومياً .
حيرة (تِرك)
وفي ذات السياق وحتى كتابة هذا التقرير لم يتوصل الاجتماع المقام بقرية هداب السياحية سواكن الى نتيجة تفضي لسفر «الناظر تِرك «الى المركز بطلب من القيادة السياسية، بينما تتمسك مجموعة اخرى بعدم سفر تِرك الى الخرطوم لجهة انه خاض هذه التجربة ولم يأت بنتيجة من المركز، ويرى مراقبون من شرق السودان ان اتخاذ قرارات وانزالها هكذا بتعسف يمثل استفزازاً للسيادة حسب قولهم.
أحداث مؤسفة
ومن مدينة سواكن الى مدينة هيا حيث لقي ضابط الشرطة برتبة الملازم أول بدوي عبد الله يوسف مصرعه امس بطعن آلة حادة «سكين» من قبل مجموعة محتجة حاولت اقتحام مبنى محطة بترولايز للبترول وحسب مصادر أن القتيل مسؤول الاول للقوة المكلّفة بحراسة وتأمين المحطة وعندما رفض التجمهر أثناء احتجاجات أحد المحتجين الرافضين لمسار الشرق سدد له طعنة، وأكد مصدر شرطي بالولاية لـ(الانتباهة) أن الضابط استشهد متأثراً بالطعنة. بالمقابل استمر اعتصام اهالي سنكات بالعقبة ليومه الثالث ولاحقاً تم فتح الطريق القومي، واعتصام الميناء الجنوبي ببواباته الثلاث (١٦و١٧و١٨) دخل في يومه الثاني وميناء بشائر ( ٢) الواقع على الطريق القومي بورتسودان سواكن وميناء دقنة من صباح امس الاثنين حتى كتابة هذه السطور .

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى