مسابقة عيون الشباب على التنمية

السودان: محمد عبدالماجد يكتب: دمعتهم قريبة

(1)
بدأت تظهر مواويل (حنين) للعهد البائد ، وعدنا نسمع اسطوانات (مشروخة)  تجاوزاً لكل اخفاقات وفساد العهد البائد، وتناسياً لدمويته وظلمه وقمعه واباداته التي عمت الشرق والغرب ولم تسلم منها حتى شوارع العاصمة الخرطوم حينما سحلت ودهست مليشيات النظام البائد الناس في بري والعباسية وشمبات.
تعليل الذين حنوا للعهد البائد-ما وصلت له الاوضاع الاقتصادية من تدهور في الوقت الحالي– حيث حسب اصحاب (المصالح) ان تمدد الصفوف وغلاء الاسواق وارتفاع الاسعار سبباً لأن يعلنوا (حنينهم) للعهد البائد دون ان تغمض لهم عين او يرمش لهم جفن.
اولئك الذين عادوا يمارسون (بكاءً) كورالياً– نسوا ان (الصفوف) في العهد البائد لم تسلم منها البنوك والصرافات الآلية وماكينات غسيل الكلى وجرع السرطانات– وقد كانت صفوف غاز الطهي نحتسب فيها الصبيان والصبيات تزاحماً وتصارعاً للحصول عليها.
للذين ظهر لهم صوت اخيراً واخذتهم ضمائرهم لتسديد فواتير (الوفاء) لعهد انتفعوا منه وتكسبوا فسكتوا عن نصرته عندما خرج عليه الشعب وظنوا ان الوقت قد حان الآن استغلالاً لهذه الظروف لنصرته والتحدث عن مآثره السابقة والبكاء على ايامه الخوالي،  نقول لهم ان ما نحن فيه الآن من (ضيق) لا يمنحهم  هذا الحق الذي يجعلهم يبكون على ايام مضت.
سوف نضرب الصخر حتى ينبت الصخر لنا زرعاً وقمحاً ورغيفاً وبنزين.
لا تحسبوا ان هذه (الاوضاع) يمكن ان تجعل احداً يتأسى على ايام الانقاذ – لا يبكي على تلك الايام إلّا صاحب (المنفعة) والذي توقفت (مصالحه) الخاصة بعد سقوط النظام فخرج يبكي عليها بعد مضى عام ونصف عام من سقوط نظام البشير… حيث نقف ابتهالاً وابتهاجاً في هذا اليوم على مضي (18) شهراً على سقوط نظام البشير وثورتنا المجيدة ما زالت مشتعلة لا يطفئ جذوتها صفوف البنزين ولا معاناة الحصول على الخبز.
من يمارسون الآن خديعة (امينة رزق) و(سناء يونس) في افلام (ابيض واسود) عليهم ان يعلموا ان تلك (الدموع) لن تعيد لهم (نعيماً زائفاً) لايام مضت فقد عرفت ثورة ديسمبر المجيدة بانها ثورة (الوعي) ، وفيها لا تعبر (المخادع).
(2)
السودانيون عرفوا بالحنين الى (الماضي)– هم جبلوا على ذلك واصبح فيهم ذلك عادة لا يعرفون التخلي عنها.
السودانيون اصحاب دمعة قريبة.
لقد ظل السودانيون يتحدثون عن (العهد الذهبي) للكرة السودانية وللفن السوداني والاقتصاد دون ان يكون هناك عهد ذهبي في تلك العصور الماضية، فهم كل شيء مضى عنهم اطلقوا على ايامه الماضية (العهد الذهبي).
لقد جاءت ثورة ديسمبر المجيدة فتفوقت في كل الجوانب والخواص على ثورة اكتوبر وثورة ابريل، وأكدت ان الجيل الحالي هو الجيل الاكثر وعياً وادراكاً ووطنية.
ذهب عهد عبود (الشمولي) فبكينا عليه، وانتفض الشعب على جعفر نميري فقلنا بعد رحيله (ضيعناك وضعنا معاك) ونحن عشنا بعده في عهد ديمقراطي.
ولا عجب في ذلك فهناك بيننا من ظل يبكي حتى وقتنا هذا على الاستعمار وايامه الزواهر كما يعتقد!!
الآن لن نسمح بالبكاء على حائط الانقاذ– لن نسمح بان يكون بيننا متخاذل يحن الى عهد بائد كان يمارس فيه رئيس الجمهورية (السمسرة) في العملة الصعبة بعد ان عاث نظامه وانصاره واخوانه فساداً في الارض.
هؤلاء الذين خرجوا علينا بدواع (سخيفة) ينتحبون على ايام (البشير) عليهم ان يعلموا اننا حتى وقتنا هذا لم نرد لاسر الشهداء حقوقهم ولن نعرف بعد (القصاص) لهم.
لن يمنعنا من ذلك (صف) رغيف او قطوعات في الكهرباء او ازمة غاز او بنزين.
(3)
بغم /
من كان يصلي وراء البشير – فان البشير في كوبر.

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى