البحر الأحمر .. تفاصيل الأحداث الدامية

سواكن: محمد الأمين أوشيك
وأخيراً دخلت مدينة سواكن في خط الأزمة باوسع ابوابها ولم تفلح كل اصوات العقل صباح امس، واصبحت الاوضاع بائسة ومؤلمة للغاية، باعتبار أن الصورة المعروفة للمدينة تبدلت من حركة ونشاط وحيوية للمدينة كميناء الركاب الاوحد وصادر للماشية ومنطقة عبور ذات حركة كبيرة، إلى شبه مدينة أشباح، مع إغلاق كامل للمحال التجارية، وخلو الشوارع من السيارات والمارة، مع تفاقم في ازمة المياه والخبز واللبن بشكل كبير.
مدينة أشباح
وتشير جولة (الإنتباهة) امس الاربعاء الى ان عدداً من الشوارع تحولت إلى منطقة مهجورة تنعدم فيها الحركة، مع انتشار مكثف للقوات النظامية في عدد من التقاطعات على خلفية احداث عنف قبلية بين رافضين لقرار رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك ومؤيدين لقرار الاعفاء.
حظر تجوال
وعلى خلفية ذات الاحداث اعلن والي البحر الاحمر المهندس عبد الله شنقراي امس الاربعاء حظر التجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن، بعد تصاعد وتيرة العنف القبلي بسواكن امام بوابة دقنة، وينص القرار على حظر التجوال ابتداءً من اليوم ١٤/ ١٠ / ٢٠٢٠م في كل من مدينتي بورتسودان وسواكن من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الرابعة صباحاً، ويستمر الحظر لحين هدوء الأحوال الأمنية، واستثنى القرار الفئات الآتية:
هيئة الإذاعة والتلفزيون والإعلاميين بالولاية.
العاملون بطوارئ هيئة المياه والكهرباء.
حركة العمليات والتشغيل بهيئة الموانئ البحرية والجهات ذات الصلة بعمليات الصادر والوارد.
وكلاء الملاحة البحرية والتخليص. حركة الشاحنات المرتبطة بالسلع الاستراتيجية (صادر ووارد).
محطة تحلية المياه.
المخابز ووكلاء الدقيق.
بقالات الأحياء لبيع المواد الغذائية.
الطلاب الممتحنون بجامعة البحر الأحمر وجامعة السودان المفتوحة وكلية بورتسودان الأهلية.
العاملون بالحقل الصحي والصيدليات.
هيئة نظافة الولاية.
القتلى والمصابون.
وحسب مصادر مؤكدة ان الاحداث خلفت ستة ضحايا واصابات متفاوتة لم تقدر بصورة رسمية، وفي تصريح خاص لـ (الإنتباهة) اكد الوالي عودة الهدوء إلى مدينة سواكن واستتباب الأمن فيها، كما أشاد بدور القوات النظامية في فرض هيبة الدولة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وقال الوالي لـ (الإنتباهة) ان هنالك خطة أمنية محكمة لدرء الفتنة وإجراء حملات واسعة وتوقيف كل المتفلتين واعتقالهم ومحاسبتهم، معرباً عن ثقته في القوات النظامية ليكملوا جهودهم حفاظاً على الأمن والاستقرار، كما دعا الوالي اطراف الازمة لضبط النفس وتفويت الفرصة على المخربين.
وفي ذات الاتجاه قالت لجنة اطباء السودان المركزية فرعية البحر الأحمر في بيانها الصادر مساء امس الاربعاء، ان الأحداث خلفت (٦) من الوفيات وعشرين من الإصابات حتى كتابة البيان، وان الاصابات مازالت تتوافد على مستشفيات مدينة بورتسودان، وجميعها بالأسلحة البيضاء من عصي وآلات حادة. واضافت مركزية الاطباء في بيانها ان الأحداث وقعت في ظل انهيار واضح للقطاع الصحي بالولاية من حوادث وجراحة وباطنية ونقص في الكوادر الطبية وبعض معينات العمل والأدوية، واستنفرت لجنة الاطباء كافة الكوادر الطبية وبالأخص أطباء الجراحة، للاستعداد وتقديم المساعدة في حال حدوث أي طارئ، كما طالبت المسؤولين بتأمين كافة المرافق الصحية والكوادر الطبية وتوفير الترحيل والوقود. هذا وقالت لجنة الاطباء في بيانها ان التفلتات الامنية بسبب قرار رئيس مجلس الوزراء القاضي بإقالة والي ولاية كسلا صالح عمار.
جهود أهلية
وفي ذات الاتجاه قام بعض العمد والقيادات الاهلية والسياسية لاحتواء الازمة، لكنهم لم يتمكنوا وغادر اكثرهم المدينة. وفي اتصالات طالب عددهم منهم القوات النظامية بالحسم. وفي تصريحات خاصة لـ (الإنتباهة) قال رئيس الحركة الشعبية بالولاية المقيم بسواكن عثمان ادروب: (تحدثنا لرئيس اللجنة الامنية في الصباح الباكر لدرء الفتنة في بداياتها وتكثيف القوات النظامية، لكن كل اتصالاتنا دون جدوى)، وطالب عثمان ادروب السلطات بالولاية للقيام بدورها وتوقيف كل المتهمين، ودعا لتشكيل لجان مشتركة بعضوية طرفي الأزمة، ورصد كل من يحاول ان يكون سبباً في اشعال الفتنة في المدينة الآمنة، مناشداً اطراف الازمة إيقاف المهاترات وخطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم تداول صور المصابين والقتلى.
هيبة الدولة
ومن جانبه طالب رواد مواقع التواصل مواطني سواكن بفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، وتخوف المواطنون من تواصل سيناريوهات ليالي الغدر التي شهدها عدد من احياء بورتسودان في الاحداث السابقة.
وخلال الأسبوع الماضي شهدت سواكن وبورتسودان وسنكات احتجاجات عديدة دعا لها المجلس الاعلى للنظارات والعموديات المستقلة رفضاً لمسار شرق السودان الموقع بجوبا، وقبلها مسيرة بكسلا رفضاً للوالي صالح عمار الذي تم اختياره ضمن قائمة الولاة المدنيين، واول امس الاربعاء تم اعفاؤه لتندلع بعده الأحداث الدامية .