مسابقة عيون الشباب على التنمية

صلاح مناع لـ (الانتباهة): النيابة أطلقت سراح مدير سابق للشرطة رغم تورطه بالفساد

حوار : هبة محمود سعيد

داخل المجلس التشريعي لولاية الخرطوم اختار القيادي بقوى الحرية والتغيير عضو لجنة ازالة التمكين الدكتور صلاح مناع لنفسه مكتباً هناك، حيث مقر اللجنة التي تعكف على مراجعة الملفات وإصدار القرارات، وفي الخاطر تطوف بعض ذكريات من مشاهد النظام القديم تحت مبنى المجلس العتيق، فبالامس القريب كانت الإنقاذ وكان محمد الشيخ رئيساً للتشريعي، واليوم يتبدل المشهد ويسكن المكان آخرون، وهي سنة الله في كونه، واكد مناع لـ (الإنتباهة) أن اللجنة ماضية في عملها رغم ما تواجهه من حرب. وعلى الرغم من انتماء مناع الشديد لحكومته الا انه شن هجوماً عنيفاً عليها معتبراً اداءها دون طموح الشعب والثورة، مشدداً على ان البلاد بحاجة لوزراء بخبرات وليس منظرين، داعياً رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى تصفير العداد، وإحداث تغيير كبير في الطاقم الوزاري في الأيام المقبلة، في وقت اعتبر فيه النيابة العامة مقصرة حيال التعامل مع المفسدين من أفراد النظام السابق، وطالب بتغذيتها بدماء جديدة، وذكر أن الملفات بحاجة الى جهات عدلية جادة لفتحها ومحاكمة الناس. ودعا الى ان يكون هناك تجرد للاجهزة العدلية، وان تعمل باخلاص من اجل الوطن… والمزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:

] بالعودة للتسويات مرة أخرى، هل هناك تسويات حدثت مع أشخاص بعينهم من الذين تم الاستيلاء على ممتلكاتهم؟
لم يوجد احد من الذين تم استرداد ممتلكاته استطاع ان يثبت أن الأمر ليس صحيحا، بل على العكس تواروا عن الأنظار.
] لكن هناك من قدم استئناف؟
نعم هناك من قدم استئناف وحتى ادلل لك على صحة ما نقوم به، ساحكي لك الآتي، هناك مدير عام سابق للشرطة أنكر انه لم يمتلك هذا العدد الكبير من العقارات وأصدر بياناً قال فيه إن الأمر تشابه في الأسماء، لكنه ضبط عقب ثلاثة أشهر من القرار يستلم الإيجارات عن طريق بعض العاملين معه وتم فتح بلاغ في مواجهته وتم ايداعه السجن، وهذا ان دل يدل ان ما نقوم به صحيح، وتم حبسه ولكن النائب العام اطلق سراحه ونحن كنا مستغربين جدا وهو انه كيف يتم اطلاق سراحه دون مساءلة فساد فكان رد وكيل النيابة انه تم استرداد العقارات وبالتالي كانما هو تحلل ولم يتم تقديمه لمحاكمة والنيابة لم تكن حريصة على التحقيق في شبهة الفساد بل تم إطلاق سراحه بضمان عادية بحجة ان تم استرداد الإيجار الذي أخذه رغم تغوله على الحق العام ولم تتم مساءلته من اين حصل على هذا المال.
] مصطلح (كنا مستغربين جدا) يدل على أن هناك عدم تنسيق بينكم والنيابة العامة؟
نحن صراحة نعمل جنبا الى جنب مع النيابة والنيابة صلاحياتها تقديم المتهمين للمحاكمة واذا عجزت عن ذلك فهذا عملها.
] اقدر تحفظك في الحديث؟
النيابة اطلقت معظم من تم القبض عليه وهم يعلمون انهم فاسدون ورغم ذلك اطلقت سراحهم، نحن ليس لدينا ما نقوله حيال النيابة لكن انا اعتقد ان هناك تقصير.
] كيف تتعاملون وتتقصير النيابة كلجنة هل تقدمتم بمذكرة لمجلس السيادة اوالوزرااء ام اكتفيتم بتحلل النيابة العامة؟
النيابة في عهد النظام السابق والبشير تكتفي بالتحلل.
] ولكن هذه نيابة في عهد الثورة والنائب العام تم تغييره؟
تم تغيير النائب العام ولم تتم تغيير النيابة ولابد من إزالة التمكين داخل النيابة العامة وهم يعلقون كثير من القضايا.. من المفترض أن تحقق النيابة العامة في جميع الملفات كما يجب ان تكون هناك دماء جديدة بها لاجل الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة لأنه كان يجب أن تكون هناك محاكمات فاصلة وقضائية ومحاكم تعمل بصورة اطول في الوقت الحالي لان هناك كثير من القضايا في اضابير الحاكمم والنيابة ونحن نريد نيابة بقدر الثورة وبقدر التغيير.
] هل يعني أن النيابة ليست بحجم الثورة؟
والله انا لا اريد ان اقول هكذا لكن انا منتقد لكل ما يحدث في الساحة حتى على مستوى الجهاز التنفيذي انا اعتقد ان العمل الذي يمضي الآن ليس بحجم الثورة حتى انني غير راض عن نفسي، مع انني اعمل يوميا من السابعة صباحا وحتى التاسعة مساء لكن ايضا غير راض عنها انا اعتقد ان البلاد بحاجة للمزيد من التجرد والعطاء والولاء لهذا الشعب.
] قبل الخوض في غمار الجهاز التنفيذي، وعلى الرغم من انك دللت على مصداقية عمل اللجنة الا ان ما حدث مؤخراً من تصريحات للاستاذ وجدي صالح بوجود أخطاء في عمل اللجنة قادت إلى فصل موظفين بوزارة الطاقة قلل من مصداقية اللجنة؟
نحن عندما اكتشفنا الخطأ اعترفنا به وهذا مسلك حميد والناس يجب ان تشكرنا عليه و الاعتراف بالحق فضيلة نحن رفضنا أن يقع ظلم على موظفين ليس لديهم ذنب.
] كيف سيتم التعامل مع المفصولين؟
سيتم ارجاع عدد كبير منهم في وزارة الطاقة اما بقية المفصولين في المؤسسات الأخرى فكل العمل بشأنهم كان سليم ولن يتم فصلهم عن طريق الخطأ.
] من أين تستقي اللجنة معلوماتها؟*
هناك ملفات جاهزة ولكن نحن ايضا هناك معلومات تاتي وملفات من جهات عديدة ويتم تحويلها الى اللجنة القانونية ويبدأ التحري دون اصدار بلاغات.
] ماهي اكثر المؤسسات تشكل هاجساً للجنة؟
وزارة المالية من الوزارات التي توجد بها فساد غير طبيعي بها ضياع ملفات واخفاء لمعلومات بشكل كبير جداً وبحاجة للمراجعة وايضا بنك السودان به ملفات شائكة خاصة فيما يتعلق بموضوع القروض غير المعروفة ولان هناك نزاع واضح في هذه القروض بين وزارة المالية وبنك السودان وهذا بحاجة لمجهود ضخم لمعرفة اصول الديون وكيف صرفت، كما وان هناك عدد ضخم جدا من الضمانات البنكية التي صدرت لمنسوبي النظام السابق ولشركاته لمشاريع صفرية لم يتم انشاءها من الأساس، يعني على سبيل المثال مدينة البشير الطبية اصدرت خطابات ضمان القيمة المحلية لهذه الخطابات تكاد تعادل مايقارب 500 و 600 مليون دولار، ولا احد يعرف اين ذهبت هذه الأموال!! كما تم إصدار خطاب ضمان بـ 1,4 مليار دولار اللجنة قامت بالغائه وكان مصرح لشركة تركية وكان عبارة عن غسيل اموال واضحة جدا قام بها الاعضاء اللذين كانو موجودين بالتنسيق مع محافظ البنك المركزي والذي كان قائماً على امر الشركة هو شقيق محافظ البنك المركزي.
] عمليات فساد كبيرة؟
نعم واللجنة بحاجة لوقت كثير جدا للعمل على هذا الفساد.
] ذكرت أعلاه انك غير راض عن اداء الجهاز التنفيذي وان الحكومة ليست بحجم الثورة؟
غير راض عن أداء الجهاز التنفيذي، الحكومة للأسف دون طموحات الشعب السوداني، نحن بحاجة الى خبرات، انا لا اريد موظفين انا اريد وزارء لديهم شيء من العلم ومن الخبرة انا اعتقد ان اي شخص خارج التجربة فهو مُنظّر، ونحن لا نحتاج الى منظرين بقدر ما نحتاج الى وزراء لديهم بصر وبصيرة انا اعتقد ان هذه مسالة مهمة جدا، التجربة هي المقياس الاساسي في التطبيق.
] يعني ما يحدث الآن هو تنظير؟
اقل من التنظير حتى انا اتمنى ان يخرجوا للناس ويوضحون للشعب ما يحدث ..نحتاج الى ان نوضح اكثر ما يحدث، يجب أن تكون هناك حكومة بشكل مختلف ووزراء مختلفين عن الوضع الراهن لكي يكون هناك اداء مختلف ومتميز لاننا نريد ان يكون الوزير هو اول من ياتي للوزارة وآخر من يخرج منها.
] أن يأتي اول شخص ويخرج آخر شخص لكن يكون هناك عمل؟
نعم ان يكون هناك عمل ميداني نحن نريد وزراء يحسون إحساس المواطن ويتحركون في الشوراع هناك ملفات بكل امانة الحكومة لم تعمل فيها، العمل المكتبي بعيد كل البعد عن ما يحدث في الشارع.
] ملفات مثل؟
مثل ملف الاستثمار فهو غائب تماما عن الحكومة، ايضا ملف التواصل الخارجي يعني اذا كان الانسان يريد قرض من بنك يقوم باعداد دراسة جدوى ورهونات عقارية لكي يتحصل على اموال فكيف نتحصل على اموال ونحن نغلق مكاتبنا على انفسنا ولا يكون هنالك عمل دؤوب لدعوة الخارج، وانا اشكر السيد ابراهيم البدوي الذي قام بعمل كبير جدا بخصوص البنك الدولي واصدقاء السودان ومن بعده انقطعت كل السبل للاتصال بالعالم الخارجي وبالتالي نحن نريد وزراء هميين لهم بصيرة ومباصرة من اجل اخراج السودان من هذا النفق وهذه التراكمات التي تمت في خلال ثلاثين عاما .
] سياسة البنك المركزي مرفوضة من قبل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وخاصة الحزب الشيوعي فما هو المخرج؟
المخرج هو ان نكون واقعيين وانا اعتقد ان الاقتصاد مدارس مختلفة والمدرسة التي تتحدثين عنها هي مدارس انتهت حتى في البلاد التي قامت فيها (الشيوعية) فلابد ان يكون هناك اقتصاد حر ومواكب للتغيير الذي حدث في العالم، واذا كانت رفاهية الشعب مرتبطة برفع الدعم فلم لا.. لا يمكن ان نشتري محروقات بدولارات ونبيعها بسنتات.
] ما المخرج؟
الاهتمام بالزراعة وايقاف الاستيراد للسلع غير الضرورية والعودة إلى نظام التحكم في العملات الأجنبية، وتحفيز المغتربين وشراء الدولار بأسعار السوق الموازي ولكي يتم استخدام هذه الأموال عبرنافذة البنك المركزي للاستيراد بدلاً من تجارة العملة بالطريقة ابمقننك بين المصدر والموارد وبما يسمى بتأهيل المورد ولا بد من وقف فوري للسلع غير الضرورية وتشجيع مدخلات الإنتاج الزراعي ، فنحن بلد زراعي لدينا أكثر من ٢٠٠مليون فدان صالحة للزراعة ونستخدم فقط أقل من ١٪ وهناك إمكانية أن تكون صادراتنا عشرات من المليارات للأسواق الخليجية. البرازيل صدرت العام الماضي منتجات زراعية ب ٣٧ مليار دولار للإمارات وكان الأحرى أن تستورد هذه المنتجات من السودان لتوفير الزمن وتكلفة الترحيل .
] وانت احد صناع الثورة وعضو في اللجنة الاقتصادية الا تقدمون النصح للرئيس الوزراء حيال ما يحدث؟
نقدم نصح للجميع انا عضو في اللجنة الاقتصادية وعملنا على قدم وساق ان يكون هناك عمل بصورة مختلفة لكن انا مع دعاة ان يكون هناك تغيير كبير جداً في الطاقم الوزاري في الفترة القادمة وانا اعتقد انه بعد توقيع السلام لابد ان يكون هناك تصفير للعداد، على رئيس الوزراء أن يصفر العداد.
] الخلافات داخل الحرية والتغيير تعتبر أحد الأسباب فيما يحدث لعدم وجود رؤية محددة؟
الخلافات شئ طبيعي وداخل البيت الواحد يوجد خلاف ومن الطبيعي ان يكون هناك خلاف نحن لا نصوب على الخلافات دائما ونتحجج بها.
] على الصعيد الشخصي دكتور، تلاحقك الاتهامات مثلما تلاحق انت فساد النظام السابق، بأنك كنت شريك لهم وان أموالك التي تنعم بها جنيتها عن طريقهم؟
انا في حياتي لم اربح دولارا واحد من السودان كل اموالي صنعتها خارج السودان ومصيبتي انني اتيت لاخدم بلادي مجانا لا جزاء ولاشكورا ولكن التغيير والتجريف الذي حدث للعقلية السياسية السودنية أصبح الناس على أثره لا يصدقون ان يكون هناك انسان جاء ليخدم بلده دون مقابل.
] وهل خدمتك لبلدك مصيبة؟
ذكرت لك بسبب تجريف العقلية السياسية السودانية.
] كان يجب أن تعلم وانت تضع أقدامك في مقر اللجنة انك ستتعرض لهذه الاتهامات سيما انك تنقب في عش الدبابير؟
والله شوفي عهد الخوف انتهى انا لايهمني كثيرا لانك اذا اردت ان تؤسس دولة فلابد من محاربة الفساد والجهوية والعنصرية الدخلية على المجتمع السوداني.
] عرف عنك انك شديد المراس جئتم بشعارات الحرية والسلام والعدالة وانتم ابعد مايكون عنها إذا اخذنا في الاعتبار البلاغات التي قيدتها تجاه البعض، على سبيل المثال ماحدث مع الاستاذ الطيب مصطفي؟
نحن لا نتعدى على الحريات ولكن من يتهم أعضاء اللجنة بالرشوة ويصفهم بألفاظ لا يمكن أن اتفوه بها فمن باب أولى أن يكون هناك إجراءات ضده..
ما ذكرته فقد اتهم اعضاء اللجنة بالرشوة ولذلك تم تقييد بلاغ ضده، ودعيني أوجه لك سؤال هل الحرية بنظرك ان تتعدى على حريات الآخرين!! هو اتهمنا ونحن اردنا ان نقول له ان هناك اتهام عار من الصحة وتهجم في المقال بشكل سافر جدا بشكل لا يشبه الادب لان الاقلام يجب ان تقدم شيء للراي العام السواني بشكل مهذب بعيد عن التجريح ومن حق اللجنة ان تتخذ اجراء طبيعي وهو ومثله لديهم الكثير من الملفات والنيابة العامة من المفترض ان تحقق في هذه الملفات ولكن النيابة تأخرت ولذلك كما ذكرت سابقا انه يجب ان تكون هناك دماء جديدة للنيابة العامة من اجل ان نخرج بالبلاد من عنق الزجاجة لانه ان لم تكن هناك محاكمات فاصلة وقضائية ومحاكم تعمل بصورة اطول في الوقت الحالي ستظل الكثير من القضايا قابعة في الادراج، نحن نريد نيابة بقدر الثورة وبقدر التغيير .
] مؤخرا أشرت إلى انك تعرضت لمحاولة اغتيال، البعض يرى في الأمر بطولة مصنوعة؟
انا لم اقل أنني تعرضت لمحاولات لكن كان هناك معلومة عن ان هناك مجموعة تخطط وجلسوا الى بعض، ونحن ارجنا المعلومة من باب منع الجريمة، الاعمار بيد الله ونحن لا نخشي الموت لكن لا نريد جر الناس الى مسلك التصفيات وهو مسلك غير معروف لدى الشعب السوداني.
] تتعرض لحرب شخصية؟
نعم وهذا شيء طبيعي انك عندما تحارب الفساد فهناك من يحاربك ويتهمك وسوف يصفك بكل الصفات السيئة وهذا ما يحدث هناك محاولة لاغتيال الشخصية، وانا تعودت عليها واتحصنت.
] البعض يصفك بالبلدوزر الذي اخاف الاسلاميين؟
مبتسما .. دعونا حينما نطلق مصطلح الإسلاميين، أن لا نطلقه هكذا على عواهنه لن نكون صادقين في وصفنا، لان المجموعات التي كانت حاكمة ليس لها علاقة بالاسلام ولا بالدين انما كانت مجموعات استخدمت الاسلام كرت احمر لدى حكم المباراة فيستخدم الكرت حين يريد ان يخرجه، فكانوا يستخدمون الاسلام لحماية سلطتهم واستغلوا عاطفة الشعب السوداني الجياشة الموجوة نحو الدين، انا لم اكن يوما ضد الاسلام ولا ضد الدين والاسلاميين بل ضد الفاسدين .

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى