مسابقة عيون الشباب على التنمية

سليمان الماحي يكتب: الديمقراطية الضائعة  

 تجاوزت الفترة الانتقالية لحكم السودان الان  أكثر من عامين تقريبا مما يجعلها قاب قوسين أو أدنى من نهاية  الفترة المقررة لها وهي ثلاث سنوات وعلى الرغم من ذلك فان  واقع الحال غير مريح ويثير الاحباط في النفوس خاصة لدى الشباب النشامة  الذين فجروا بدمائهم ثورة سلمية اقتلعت نظام الانقاذ الذي استمر ثلاثين عاما  وعززت طموحات طال انتظارها تتمثل في إقامة دولة ديمقراطية يتمتع فيها الناس جميعا  بكامل الحقوق والواجبات .

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالذين جلسوا على سدة  حكم السلطة الانتقالية لم يكونوا على قدر طموحات ثورة الشباب عندما انحرفوا  بالثورة المجيدة عن أهدافها المأمولة والتزموا الصمت بشأن ديمقراطية السودان .

بربكم هل سمعتم  في اللقاءات أوالمنتديات أو حتى في ( الونسة ) من  يحرص فعلا أو قولا على الديمقراطية ؟ .

صحيح أن ما يقوله وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر أن السودان  تخطى بعض الصعوبات التي واجهت المرحلة الانتقالية بأحداث إصلاحات شملت الجانب  القانوني والمؤسسي وما تحقق برفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب والاندماج في الاقتصاد العالمي وكل ما يتفرع  عن ذلك من أمور أخرى مثل تسديد الديون المتراكمة وإصلاحات سعر الصرف والإصلاح الضريبي المزدوج ومن جانبنا نتبرع تذكيرا بقرار نادي باريس الذي تضمن إلغاء 14 مليار دولار من الديون المستحقة على السودان   وهيكلة ما تبقى من تلك الديون البالغة 23 مليار دولار .

لكن الصحيح أيضا أن جهود الفترة الانتقالية غائبة تماما حتى عن  الإشارة الى ديمقراطية السودان ولعل الوزير خالد الذي من وجهة  من يعرفونه انه يتمتع بروح رياضية تقبل الآخرين وغيره من سدنة الفترة الانتقالية  لم نسمع منهم مطلقا جهارا أو علانية بأن في جعبتهم خطط تمكن السودان من المضي بثقة بأن يكون دولة  ديمقراطية .

ولا نتردد لحظة في التأكيد بان الديمقراطية في بلادنا  تبقى حلما لطالما أن من نحسبهم نخبة النخبة في المجتمع تصدر عنهم  تصرفات تناهض أبجديات الممارسة الديمقراطية ومن المؤكد أنكم تتذكرون   ما حدث في المؤتمر الصحفي للحزب الشيوعي عندما قالت المتحدثة للحزب الشيوعي  امال الزين همسا في أذن السكرتير الإعلامي لحزبها فتحي الفضل تطالبه بحرمان أحد الصحفيين من الحصول على فرصة الحديث  في مؤتمر الحزب الصحفي ويضاف الى ذلك توقيف الناشطين وأصحاب الرأي وحرمانهم من ممارسة دورهم في المجتمع واحجام وسائل الإعلام  والمنابر العامة عن قبول الرأي الاخر .

ونشرح أكثر أن شباب السودان الذين فجروا ثورة  رافعة شعارات (حرية سلام عدالة ) أكدوا مرارا ان  ثورتهم هدفها اقامة دولة مدنية كاملة الدسم وبمواصفات ديمقراطية شهية .

ولكن عندما نرى  كل مقومات الفترة الانتقالية  استأثرت بها فئة حزبية معينة  ليس بينهم أصحاب الكفاءات الأكاديمية والخبرات المهنية  علاوة على استمرار الممارسات ذاتها التي تشتم منها رائحة حكم الانقاذ البائد فإن  هذا السودان العربي الأفريقي يشكل خيبة أمل فظيعة لمواطنيه وبخاصة شباب الثورة الذين سطروا ثورتهم بدمائهم  أملا في قيام دولة ديمقراطية عصرية .

 وقبل الختام  نسأل هل من أمل جديد يبشر باقامة دولة ديمقراطية على أرض السودان  مع انتهاء الفترة الانتقالية ؟

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى