مسابقة عيون الشباب على التنمية

الصادق المقلي يكتب: البر هان …حوار الفرصة الاخيرة (1/3)

السفير الصادق المقلي

لعلى بعد مشاهدة حوار لقمان مع البرهان اجد ضوءا خافتا فى نهاية النفق ٠٠٠ خاصة ان تصريحات البرهان من خلال هذا الحوار تنم اولا عن اعتراف صريح للرجل بالخطر الذى يحدق بالسودان بعد اعتراف قيادات الدولة مثل حميدتي و برطم و عبد الباقي و اخطر من ذلك تصريح مستشار القائد العام للقوات المسلحة ابو هاجة الذى ذكر ان البلاد وصلت إلى حالة اللادولة ٠٠٠و من جهة اخرى إرسال الرجل لاشارات تصب فى طريق التهدئة لا التصعيد كما يفعل الذين هم من حوله ٠٠خاصة حديثه عن رجال المقاومة الذى يهزم خطل ما يعرفون بالخبراء الاستراتيجيون و العسكريون و الامنيون و بعض سدنة السلطة عن سفههم و التقليل من اثر الحراك الثوري فى المشهد السياسي ٠٠و قضية وجدي و خالد و لجنة إزالة التمكين ٠٠و حرص الجيش على مغادرة السلطة فى حالة توافق سياسي ٠٠٠رغم انه فى سودان اليوم ارى من المستحيل احداث توافق سياسي بين فسطاطين على خطين متوازيين٠٠٠بيد ان هناك بعض الملاحظات حول حديث البرهان عن ٠٠العلاقات مع امريكا ٠ حديثه عن الرابط بين التوافق الوطني و فك تعليق المساعدات بتفاؤل قد لا اشاركه فيه٠٠٠حديثه عن فولكر و المبادرة و المبادرات يجب الوقوف عنده٠٠و لعل اهم من ذلك تفادى او تناسى لقمان عن طرح سؤال محوري فى اعتقادى ٠٠ألا و هو ٠٠فالبرهان تحدث عن مبررات إجراءات ٢٥ أكتوبر ٠٠السؤال ثم ماذا حدث من تصحيح المسار ٠٠ماذا حدث من زيادة فى التفلت الامنى و الاحتقان و تشظى القوى السياسية الذى برر به إجراءاته و ما جرى من قتل الشباب و اعتقالات و انتكاسة فى حقوق الإنسان خاصة حرية التعبير و العمل الإعلامي الذى ادانه المجتمع الدولي ٠٠٠و ايهما افضل وضعا فى السودان ٠٠هل قبل او بعد ٢٥ أكتوبر ٠٠٠و هل الوضع الراهن المازوم لا يستحق إجراءات مثلما حدث في ٢٥ أكتوبر ٠٠٠هذا سؤال محورى لم يتطرق اليه لقمان ٠٠فضلا عن البرهان رد. على سؤال لقمان عن غلق قناة الجزيرة ٠٠لكنه تجاهل الرد على سؤال البرهان عن الاعتقالات ٠٠٠!
على كل المقال المقبل ان شاء الله سوف اتحدث عن رؤيتى حول لقاء لقمان مع البرهان و كيف يمكن ان نرى من خلاله بصيص ضوء فى مؤخرة النفق و خروج للبلاد من هذا النفق المظلم ٠٠اذا توفرت الارادة السياسية لدى الساسة و اذا اتبع البرهان القول بالفعل٠٠٠
هناك اعتقاد بين من كان فى نفسه شئ من التفاؤل بعيد الحوار٠٠بيد انه لم تمضى ٢٤ ساعة من الحوار تواترت الأنباء عن اعتقال ود الفكى و أخذه الى جهة مجهولة حتى من اسرته٠٠
لكن رغم ذلك٠٠٠فان ما ورد من البرهان من استعداد لمغادرة السلطة هو و القوات المسلحة ٠٠٠قد قزف تماما بالكرة في ملعب الساسة موالين للانقلاب و معارضين ٠٠٠فهو ٠٠و هذا هو الاهم ٠٠٠قد وضع احد الشرطين التوافق او الانتخابات ٠٠
فلنبدأ اولا ٠٠٠بالاشارات الإيجابية فى حديث البرهان و التى غادرت تماما خطاب التخوين و الكراهية و سفه الحراك الثوري لدى الفلول و سدنة النظام و مهندسى الانقلاب ٠٠٠فالبرهان تغزل فى شباب الثورة و رجال المقاومة ٠٠الذين وصفهم ٠٠٠ليس ( بشوية خميشة) لا قيمة لحراكهم ٠٠كما وصفهم مسار٠٠و لا شذاذ آفاق و متعاطى خرشة كما وصفهم بعض فلول النظام البائد ٠٠ فالبرهان عندما تحدث عن استعداده لتسليم السلطة للقوى الوطنية ٠٠قال بعضمة لسانه٠٠انا اعنى بالقوى الوطنية الراغبة في التغيير ٠٠شباب و رجال المقاومة ٠٠فهم على حد قوله القوى الوطنية السياسية الحقيقة التى فجرت انتفاضة ديسمبر و انتفاضة ما بعد ٢٥ أكتوبر ٠٠بل استطر قائلا انهم يمدون لهم ايديهم و ان الكرة فى ملعبهم٠٠٠بل و لعل اهم من ذلك انهم يتفقون مع موقف الثوار حول مغادرة العسكر للأطر السياسية ٠٠هذه التصريحات من قبل البرهان تمثل مغادرة تامة من خطاب الملاسنات و التقليل من شأن الحراك الثوري فى الشارع و سفهه الذى ظلت ينضح به خطاب ما يسمون بالخبراء العسكريين و الاستراتيجين ٠٠و هو خطاب فى ظاهره ينقل المشهد السياسي من مربع التصعيد و الاستقطاب الحاد الى مربع التهدئة بحثا عن مخرج لهذا المأزق ٠٠٠اقول فى ظاهره لأننا في انتظار ان يخطو البرهان خطوات تصدق القول بالعمل. ٠٠acts، deeds and not words… و اعتقد ان اولى هذه الخطوات ٠٠٠رفع حالة الطوارئ ٠٠اطلاق سراح جميع المعتقلين خاصة شباب المقاومة و وقف الاستعمال المفرط ضد المحتجين و اطلاق الحريات الأساسية خاصة حرية العمل الصحفي و الاعلامى٠٠هذه الخطوات التى تؤمن على حسن النية من جانبه ٠٠هى التى تضع الساسة موالين له و معارضين امام مسؤؤليتهم التاريخية ٠٠٠ان كان لهم ذرة من الوطنية ٠٠ان كان لهم بصيص من حب الوطن و الخوف عليه من الانطلاق نحو الفتنة و الفوضي و التشرذم٠٠٠
نعم٠٠٠لقد اشتمل كم قلت آنفا حديث البرهان على عدة اشارات إيجابية و لعل اولها انه بعد ان كان يتحدث عن تسليم السلطة فقط لحكومة منتخبة فهو قد اردفها بسينارو آخر ٠٠هو تزافق القوى السياسية ٠٠بل قال حتى و لو توافق غالبها٠٠٠٠كما انه لم يتحدث عن شارع موازى او حشد مضاد. او قطار ضرار ، كما يفعل المتماهين مع ما اسموه بتصحيح المسار او تقليل من شأن الحراك الثوري فى الشارع الذى يعطل ديوان العمل و يلقى بظلال سالبة على الوضع الأمني و المعيشي ٠٠و لم يشير لهم البته طيلة حواره ٠٠ و لم يقل ان الشباب في الشوراع ٠٠٠لا يمثلون سكان الخرطوم و لا ال ٤٣ مليونا من سكان السكان كما ظل يردد مرتادي الفضائيات العربية من المحللين السياسيين و الاستراتيجين ٠٠٠
اشارة إيجابية اخرى فى حوار البرهان ٠٠٠حديثة عن إرجاع المحكمة من فصلتهم لجنة إزالة التمكين الى الخدمة٠٠٠فقد قال انهم طلبوا من كافة مؤسسات الدولة و على راسها الخارجية و القضائية ٠٠موافاتها لهم بكل أسماء الذين اعيدوا للخدمة و ذلك لاخضاع هذه القوائم لمراجعة محلفين من ديوان الخدمة المدنية و التأكد لن ليس ثمة احد تم استيعابه نسبة لانتمائه للنظام السابق او بصورة تخالف قوانين الخدمة المدنية المعروفة٠٠٠
كما ان من الإشارات الإيجابية التى تصب أيضا في اتجاه التهدئة و توفير المناخ المناسب للتوافق الوطنى ٠٠٠كما فعل بعد إطلاق سراح المعتقلين غداة ٢٥ أكتوبر ٠٠و الغاء اوامر القبض فى حق أشخاص منهم ٠٠٠انهم عندما تتوفر الاسباب او مساعى للتسوية تفضى الى اطلاق المعتقلين من لجنة إزالة التمكين فهم على استعداد لتشجيع هذه المساعى ٠٠مما يوحى بأن البرهان٠٠فى قرارة نفسه ٠٠٠يعتقد ان الاعتقالات تعرقل اى مساعى فى اتجاه تحقيق التوافق الوطني الذى يسعى اليه٠٠على الاقل فى الظاهر و لا شأن لنا بما تبطنه النوايا ٠٠٠بل انه فى معرض رده على سؤال لقمان عن توقف المساعدات الدولية للسودان مما افقد الموازنة ٤٠ في المائة من مواردها٠٠اوحى رده أيضا على ان التوافق الوطني و لو لدى غالب القوى الوطنية ٠٠بوصفه هذا التوافق ( بالحتمى) بانه ايضا فى قرارة نفسه ان مثل هذا التوافق سيمهد الطريق الى رفع العقوبات الاقتصادية و العزلة الدولية و الإقليمية التى دخل في اتونها السودان منذ الخامس و العشرين من اكتوبر الماضي و اعترافه بما اسماه على حد قوله ٠٠٠٠بأخراج السودان من هذه الأزمة الحالية ٠٠٠و لعل ما يشئ الى نوع من المراجعة ان لم يكن التراجع ان البرهان و فى سياق انحيازه الظاهرى الى اسلوب التهدئة بعيدا عن التصعيد لدى المتماهين معه ٠٠انه صرح بأن الوثيقة الدستورية إيجابيات و انه لا مانع لديه ان كانت تلك رغبة الأغلبية من القوى السياسية الوطنية من العودة إلى ما قبل ٢٥ أكتوبر و هذا ما ظل يعتبره من اعدوا المسرح لإجراءات ٢٥ أكتوبر بمثابة الخط الأحمر ٠٠
هناك بالطبع بعض التقديرات الخاطئة التى نستشفها من حديث البرهان ٠٠و لعل اولها ان امريكا تقع فى فخ التضليل من البعض و انها تظن ان ما حدث في ٢٥ أكتوبر كان انقلابا على سلطة منتخبة !!!٠٠٠اذا ان الولايات المتحدة الأمريكية لها من السفارات و الإمكانيات الاستخباراتية ما يجعلها ترصد دبيب النمل فى كل اركان الوسيطة ٠٠٠كما ان حديثه عن مبادرة لفولكر و مبادرة اممية مجاف للحقيقة ٠٠٠ففولكر
و لعل الجميع يعلم انه لم يقدم مبادرة اممية او تصور مكتوب لإملاءات خارجية وصفها بعض الموالين للسلطة الحالية بالتدخل الاجنبى ٠٠فهى مجرد مساع اممية حميدة تهدف الى تسهيل اجراء، مشاورات و حوار سوداني سوداني خالص بين كل فرقاء الأزمة في السودان بغية التوصل الى صيغة توافقية تخرج البلاد من عنق الزجاجة ٠٠٠٠كما فى حديث البرهان عن اقصاء نية فولكر عرض خلاصة المشاورات السياسية الثنائية الى كافة اطراف الازمة للتوصل بينها الى حد أدنى من التوافق الوطني ٠٠٠يوحى بان البرهان يرى أبعاد فولكر من تجميع كل المبادرات و أن تناط هذه المهمة للجنة وطنية بدلا عن فولكر ٠٠و لعل الجميع يعلم ان لو كان فى مقدور السودانيين الى التوصل الى اجماع حول مشروع وطنى يضع حدا لهذا الفشل المزرى الساسة منذ الخمسينات ٠٠لما فتح الباب مواربا امام التدخلات الخارجية ٠٠٠و لعل هذا الفشل قد تبدى عندما دأبت الانظمه ٠٠٠كل الأنظمة السابقة بما فيها منظومة الحكم خلال ما مضى من الفترة الانتقالية ٠٠٠على البحث عن حلول لمشاكل السودان و نزاعاته الداخلية خارج الحدود… اما عن العلاقات مع إسرائيل ٠٠اختلف مع البرهان ٠٠اولا ليس كما قال٠٠فالسودان فى حالة عداء مع إسرائيل منذ لاءات الخرطوم ٠٠نعم هناك خطوات اتخذتها الحكومة فى مسار التطبيع ٠٠اهمها لقاء القمة الرباعي ٠٠٠توقيع على اعلان مبادئ عن اتفاقات ابراهام ٠٠٠الغاء المقاطعة الإسرائيلية ٠٠و زيارات متبادلة ٠٠٠الا ان السودان سيظل فى حالة العداء مع إسرائيل ما لم يوقع على اتفاقية سلام مع إسرائيل كما فعلت الدول العربية المطبعة ٠٠٠و حتى هذه الاتفاقية التى من المفترض ايضا ان تعقبها اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ٠٠لا بد ان تحظى بمصادقة الجهازين التشريعين للبلدين ٠٠٠كما انه خلافا لما قاله البرهان فإن اى علاقات أمنية او استخبارتية بين البلدين لا تخرج من باب السياسة الخارجية التى تصنع العلاقات الثنائية بين مختلف البلدان ٠٠٠٠٠٠يتبع

اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى